من جديد يهين الجاهلون رمزا كبيرا من رموز الفن والثقافة اللبنانية وهوية فنانة عرفها التاريخ بأنها سفيرة الغناء إلى النجوم.

فابنة زقاق البلاط لم تعلم أن أحد الأشخاص الذين تلقوا يوما صفعة من الرئيس الياس الهراوي سيتجرأ اليوم ويرفع قلمه في وجهها مهينا تضحياتها بكلمات لا تعبر عن ادنى معاني الرقي والإحترام فكتب حسن صبرا رئيس مجلة الشراع قائلا ": ما لا تعرفونه عن فيروز“عاشقة المال والويسكي ومتآمرة مع الأسد” بهذه الكلمات خسر صبرا رصيده الأخلاقي عند اللبنانيين وظن أنه ربما قد يعيد شحن جمهوره الذي خسرته مجلته منذ فترة ولا ننكر أنه نجح بذلك، فما كتبه صبرا أعاد إلى الواجهة كلمة "مجلة الشراع" التي يبدو أن جيلنا الحاضر لم يسمع بها أبدا .

ولعل الأمر غير المفاجىء هنا، أن صبرا الذي لم يتعلم من التاريخ دخل إلى ملعب الكبار راجيا بذلك مصالح شخصية وتجارية لا تمت إلى الحقيقة بصلة وهذا الأمر ليس بمستغرب إذ أنه من سنّة الحياة أن يحاول الصغار التطاول على الكبار أو مدحهم لنيل الشهرة وذلك من خلال ربط اسمهم بأسماء العمالقة.

فصبرا نجح وأصبح مع مجلته حديث كل الوسائل الإعلامية خصوصا أن فيروز بالنسبة للبنانيين ليست مطربة عادية إنما هي الشارع الذي يربط تاريخ الفن بحضارات لبنان.

وباعتبار أن فيروز سيدة الغناء وصاحبة الصوت الشجي الرائع، قرر المتابعون الفيسبوكيون تعيين أنفسهم محامين دفاع عن الست فيروز فأطلقوا صفحة تضامن تحت عنوان "مع فيروز ضد مجلة الشراع" والتي تهدف إلى مطالبة رئيس تحرير مجلة الشراع بالإعتذار من السيدة فيروز ورغم كل المطالبات بالإعتذار بقي صبرا متشبثا برأيه وأوضح عبر الهاتف من القاهرة، إنه كتب الموضوع بطلب من رئيسة تحرير مجلة “الكواكب” المصرية، أمينة الشريف، بعد أن أخبرته أنها أعدت ملفاً عن فيروز، وترغب بأن يشارك فيه بموضوع يختاره، فكتب موضوعاً مختلفاً عن كل المواضيع التقليدية التي تنشر عادة عن المطربة الشهيرة، وسينشر قريباً في “المواكب” إلا أنه نشره في “الشراع” التي طبعت من نسختها 10 آلاف نسخة.

وقال صبرا أيضاً إنه غير نادم على نشر الموضوع “بل على العكس” ولن يعتذر بحسب ما طالبه غاضبون في مواقع التواصل.

وبالطبع فإن من باع في أسبوع واحد مقدار ما يبيعيه في شهر لن يندم ومهما كلفه ذلك الأمر خصوصا أنه سيكون مطمئن البال من ناحية القضاء اللبناني الذي يبدو أنه في إجازة من رفع دعوة بجرم القدح والذم ولو كانت هذه الإهانة لأحد السياسيين لتحرك القضاء مسرعا من أجل القبض عن صاحب القلم لكن من يسأل؟

فالسياسيون غير آبهين إلا بمصالحهم الشخصية وكما مات وديع الصافي وحيدا كذلك فيروز فكرامتها ستموت على أيدي جاهل صغير لا يجد إلا بالتهجم على العمالقة طريقا سالكة للشهرة. فاليوم ستستقبله ريما كركي في برنامج للنشر وغدا برنامج آخر وإصدارات مجلته ستباع بكثرة بحثا عن أي خبر آخر يتعلق بفيروز والدولة غافلة عما يحصل.

وانطلاقا من هنا فإننا نطلب من القضاء اللبناني أن يقوم بواجبه تجاه السيدة فيروز وأن يرد قليلا من فضلها على لبنان عبر مقاضاته وبالتقدم من الإعتذار إليها ومن جمهورها لأن فيروز من دعائم لبنان التي لا نقبل أن تهتز أبدا.