حرص المسؤولون في حزب الله على التعاطي بحذر شديد مع الأخبار التي نشرت عن تبني رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية بعد اللقاء الذي جمعهما في باريس قبل اسبوعين ، ورغم أنّ خبر الترشيح أصبح جدياً ومتداولاً من الأوساط السياسية والإعلامية والدبلوماسية ، فحتى الآن لم يصدر أي بيان علني سلبي او إيجابي من الترشيح باستثناء بيان كتلة نواب الوفاء للمقاومة الذي دعا لإعتماد الحوار للتوصل إلى حلول للأزمات السياسية والبيان المشترك الصادر عن آخر لقاء حواري بين تيار المستقبل وحزب الله والذي اكد على استمرار العمل لحل مشكلة الازمة الرئاسية ، كما نشرت بعض التقارير الإعلامية والصحافية التي تتحدث عن لقاء جمع فرنجية بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بعد لقاء فرنجية مع الرئيس بشار الأسد وأنّ النصيحة التي قدمت له بضرورة التفاهم مع العماد ميشال عون وأنّ حزب الله لن يتدخل لدى عون من أجل التراجع عن ترشيحه لصالح فرنجية.

مصادر سياسية لبنانية مطلعة على أجواء حزب الله تقول إن لدى الحزب وقيادته عدة ملاحظات حول ترشيح فرنجية وهي ملاحظات غير رسمية ولن يعلنها الحزب بشكل علني وهذه الملاحظات :

أولاً : أنّ الحزب لا يزال يعتبر أنّ العماد ميشال عون مرشحه الأساسي وأنّه لن يتخلى عن دعمه إلاّ إذا تخلى عون عن الترشيح.

ثانياً : أنّ الحزب لن يحدد اي موقف من ترشيح فرنجية الا بعد اعلان الشيخ سعد الحريري وتيار المستقبل التبني الرسمي والعلني للترشيح.

ثالثاً: أنّ التسوية حول رئاسة الجمهورية يجب ان تتضمن موقفاً واضحاً حول قانون الانتخابات والحزب لن يوافق مطلقاً على العودة إلى قانون الستين أو تقديم أية تنازلات أخرى.

كما أوضحت المصادر أنّ لدى الحزب ملاحظات أخرى حول كيفية تبني سعد الحريري لترشيح فرنجية وأجواء اللقاء الذي جرى بينهما  لأن الحزب لم يتبلغ رسمياً من فرنجية أجواء اللقاء ولم يكن لديه أيّ علم مسبق  بحصول اللقاء ولم يجر أيّ تنسيق بين فرنجية وبين قيادة الحزب بهذا الشأن ممّا يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ما جرى وهل يهدف لإيجاد أزمة داخل قوى 8 اذار من قبل رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري .

وتختم المصادر المطلعة بالقول: ان سليمان فرنجية هو حليف اساسي لحزب الله والحزب يثق به ويقدر مواقفه طيلة السنوات الماضية  وهو يرتاح له ولادائه السياسي لكن لا يمكن التخلي عن دعم العماد ميشال عون وترشيحه الا اذا قرر عون ذلك وان الامور لا يمكن ان تتم الا عبر تسوية شاملة يشارك فيها الجميه شبيهة بتسوية اتفاق الدوحة وتتضمن انتخابات الرئاسة والملف الحكومي وقانون الانتخابات المقبل وهذا ملف اساسي باية تسوية. وحزب الله اخيرا سيكون امام خيارات حساسة بين حساباته البروتوكولية واهدافه ورؤاه الاستراتيجية المستقبلية في حال تم الاعلان الرسمي لترشيح فرنجية من قبل تيار المستقبل.