أكد المطران سمير مظلوم لـ"السفير" أن الأقطاب الاربعة كانوا قد اتفقوا خلال اجتماعات تمت برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وحضوره على أنهم مرشحون جميعاً الى رئاسة الجمهورية، "والذي يستطيع من بينهم أن يجمع حوله الأكثرية النيابية المطلوبة يدعمه الآخرون ويؤيدون ترشيحه".

 

وأشار الى أن النائب سليمان فرنجـية هـو أحد هـؤلاء الأقـطاب، وبالـتالي فإن الاتفـاق هو قيد الاختـبار حاليا، آملا أن تؤدي اللـقاءات والحوارات الى نتيـجـة إيجابيـة، "لان الأولويـة بالنسـبة الى الكنيـسة هي الإسـراع في انتخـاب رئـيس الجمهورية بعد عام ونصف عام تقريبا من الشغور الذي ترك تداعيات سلبية على المؤسسات الدستورية المعطلة والمشلولة".

وفيما أكد مظلوم ان بكركي ليس لديها مرشح محدد، ولا تضع في الوقت ذاته "فيتو" على أحد، اعتبر ان فرنجية هو بالنسبة الى بكركي رجل قريب من الكنيسة، "ولديه من الصفات والتاريخ ما يؤهله لتولي الرئاسة، من دون ان نكون في موضع مقارنته مع أحد، ذلك ان الاقطاب الاربعة يتحلّون بالصفات التي تجعلهم مرشحين، ومن يستطيع أن يحظى بالأفضلية، فنحن نؤيده".

من جهة أخرى، يقول مصدر أسقفي لـ"السفير" أن "الكنيسة المارونية لطالما طالبت وبإلحاح بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد للشغور الرئاسي الذي يشارف عامه الثاني".

ومن هذا المنطلق فان بكركي "تتمنى من كل قلبها ان يتم انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن ووضع حد نهائي لهذه الحلقة المفرغة التي تنعكس بآثارها السلبية على كل مفاصل البلد وبقية المؤسسات الدستورية".

وماذا عن شخص النائب سليمان فرنجية؟ يجيب المصدر الأسقفي: "فرنجية هو ابن عائلة مارونية عريقة ولديه ماض مشرف وأثبت في أكثر من محطة أنه شخص قادر على تحمل المسؤولية، ناهيك عن أنه أحد الأقطاب الموارنة الاربعة".

وانعاشا للذاكرة، يلفت المصدر الى ان الأقطاب الاربعة الموارنة تعاهدوا تحت سقف بكركي على أنه ما أن يتمكن أحدهم من أن يستحصل على غالبية برلمانية لانتخابه رئيسا فما على الأقطاب الثلاثة الباقين الا التسليم بالأمر وتهنئته.

ويضيف: "اذا أراد الأقطاب الأربعة فعلا ان يطبقوا التزاماتهم في اجتماع بكركي، وثمة شهود ومحاضر، فهذا هو المطلوب منهم ولكن المهم الان هو ان يجلسوا مع بعضهم البعض وأن يتفقوا على مرشح".

هل يعني ذلك أن الكنيسة المارونية ترحب بفرنجية رئيسا؟ يعلق المصدر الكنسي بالقول: "الكنيسة ترحب بانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وليس لدينا أي سبب لكي نرفض او نستبعد الوزير فرنجية أو غيره من الأقطاب الموارنة. فالبطريركية المارونية لم ولن يكون لها مرشحون وليس لديها "فيتو" على أحد وتعطي الأولوية لاكتمال نصاب المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

في المقابل، علمت "المستقبل" أنّ فرنجية يعتزم زيارة بكركي خلال الساعات المقبلة للتشاور معه في المستجدات الحاصلة على الساحة الرئاسية، في وقت يترقب المتابعون ما سيخرج به الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في اليوم نفسه من مضامين ذات أبعاد رئاسية سيّما في ضوء انعقاده وسط أجواء التداول بارتفاع حظوظ ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية بموجب تسوية وطنية تُنهي عهد الفراغ المقيم في قصر بعبدا منذ أكثر من عام ونصف العام.

(السفير - المستقبل)