يقول العلامة الشهيد الشيخ مرتضى المطهري رحمه الله فمن حق الأمة على قياداتها أن يتولوا هدايتها ،

 

 ولو أهملت القيادة هذا الواجب لضلت الأمة ولكن في المقابل لو أرادت هذه القيادة أن تسلب حرية

 

 الإختيار من الأمة خوفا عليها واعتقادا منها بأن الأمة ليست مؤهلة لممارسة حريتها فحتى ولو كان هذا

 

 القول صادرا عن حسن نية وحتى ولو كان تقييم هذه القيادة للأمة صحيحا فإن هذه الأمة سوف تبقى

 

 إلى الأبد غير مؤهلة وستبقى ينقصها النضج والرشد السياسي والإجتماعي في انتخاب الهيئات والمجالس

 

 السياسية والبرلمان وغيره?!

 

لنفرض أن الأمة ليست مؤهلة لإختيار الأصلح وأراد أحدهم أن يمارس نيابة عنها هذا الدور بحسن نية

 

 وكان تشخيصه للأصلح دقيقا مع ذلك فلا يصح منه الإنتخاب نيابة عن الأمة أو إجبار الأمة على انتخاب

 

 من يراه هو الأصلح?!

 

والطريقة الأصوب بل الطريقة الصائبة هي أن يدعو من يريد الترشح لمنصب ما أن يدعو الناس إلى نفسه

 

 ويبقى الناس في حيرة إلى مدة ليقارنوا بين المرشحين ويختاروا الأصلح من دون إجبار من أحد على

 

 أحد

 

ولو اعتمدنا ورجحنا الطريقة الأولى أي أن تقوم القيادات الهادية نيابة عن الأمة باختيار الأصلح لها أو

 

 إجبارها على ذلك لأنها أمة غير رشيدة لو اعتمدنا هذه الطريقة فإن مثل هذه الأمة غير الرشيدة سوف

 

 تبقى غير رشيدة إلى الأبد وسوف تبقى محتاجة إلى من يأخذ بيدها ويختار لها من يمثلها?!

 

إن الحراك السياسي والإجتماعي للأمة أشبه ما يكون بالسباحة فهل يمكن أن يتعلم الإنسان السباحة على

 

 اليابسة ?! وننتظر منه حتى يتعلم السباحة كي ينزل إلى السباحة في الماء?!

 

لا يراهن أحد على حصول هذا الأمر بل لا بد من تعلم السباحة في الماء وابتلاع الماء مرات ومرات

 

 والخوف عليه من الغرق حتى يتعلم وفق قانون التجربة والخطأ وهذا هو معنى الحرية المطلوبة في مثل

 

 هذه المجالات

 

فمن أجل الوصول إلى النضج الفكري لا بد ان نترك التجربة أن تاخذ دورها في حياة الامة ولا يمكن

 

 الوصول إلى النضج الفكري والسياسي عن طريق سلب الحرية من الأمة بحجة الخوف عليها  من الوقوع

 

 في الخطأ في اختيارها ما لا يتوافق مع مصلحتها.