جبهة النصرة ، تنظيم القاعدة ، تنظيم داعش ، ثلاثة عناوين لمجموعات ارهابية مسلحة كانت الى الأمس القريب مجموعات متقاربة في الأهداف والسياسات، فرقتها  بعض المصالح السياسية والمجريات الميدانية التي عصفت في المنطقة بدءا من العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان وبعض الدول العربية الأخرى .

استعرت الخلافات بين هذه المجموعات على وقع تلك الاحداث فاتخذ كل من هذه المجموعات طريقه الخاص في أعماله السياسية والارهابية حسب انتشارهم السياسي والجغرافي .

وقد جرى تبرؤ تنظيم القاعدة من تنظيم داعش على خلفية إعلان داعش اندماجها بجبهة النصرة في سوريا الأمر الذي رفضه زعيم القاعدة  حيث كانت القيادة العامة لتنظيم "القاعدة" أعلنت قطع علاقاتها بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وخصوصا في سوريا والعراق.وأكدت في بيانها أن لا صلة لها بتنظيم داعش، وأمرت بوقف العمل به.

وأضافت قيادة القاعدة، في بيانها إن "التنظيم ليس فرعاً من جماعة القاعدة، ولا تربطه بها علاقة تنظيمية".

جبهة النصرة استفادت من ذلك ورسخت تحالفها مع داعش وخصوصا في سوريا نظرا لتقارب الأهداف بينهما في بداية الأزمة السورية والانتفاضة على النظام السوري .

وفيما بعد توسعت رقعة المعارضة في سوريا لتكون البلاد مشرّعة على خلق تنظيمات مسلحة عديدة كانت كفيلة بإعادة خلط الأوراق على الارض الأمر الذي أدى تاليا إلى خلافات حادة بين النصرة وداعش، ويأتي ذلك في سياق طبيعي نظرا لعدم وجود برامج ايديولوجية محددة للعلاقات بين هذه التنظيمات من جهة، وعدم وجود صلابة تنظيمية عالية من جهة أخرى، بالإضافة إلى أن هذه التنظيمات  ذات تبعية محددة لعدد من الدول المتصارعة بالأساس على الاراضي السورية  .

وشهدت المرحلة السابقة توترات عديدة بين هذه التنظيمات وأدت الى حدوث مواجهات وخصوصاً على الاراضي السورية ما يؤشر الى اتساع هوة الخلافات بين هذه التنظيمات نظرا للأهداف التوسعية لداعش التي تتعارض مع جبهة النصرة والتي تعتبر أهدافها محصورة بالداخل السوري . 

وتحولت هذه الخلافات فيما بعد إلى صراعات دموية شرسة وهو ما يؤكد عمق الإختلافات في الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية لكل جماعة .

وتشير جملة من الوقائع الميدانية في سوريا الى أن الحرب بين المجموعات المسلحة لم تعد خافية على أحد حيث بات النظام السوري يستغلها إلى أقصى الحدود وهي من العوامل الأساسية التي أدت الى ضعف الثورة السورية .

وفي جانب آخر تتسع رقعة التأييد والرفض لهذه الجماعات حسب الإغراءات المالية التي تقدمها لمناصريها.

وإن ما حصل أمس في عرسال يؤكد عودة المواجهة العنفية بين هذه التنظيمات حيث اشارت أكثر من جهة إعلامية إلى ان الانفجار ربما يأتي في سياق تصفية الحسابات بين النصرة و داعش فهل جاءت ساعة تصفية الحسابات بين المجموعات المسلحة ؟

ويرى حسن أبو هنية، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إن الخلافات بين الفصائل الاسلامية هذه  تتسع شيئاً فشيئاً، مضيفاً أن مشكلة هذه الفصائل أنها لا ترتكز على ايديولوجيا صلبة ومشروع فيما بعد، فهي مرشحة للانقسام والتجزؤ والدخول في خلافات".

وأوضح أن داعش تنظيم خطير قد يكسب أنصاراً له بسبب ضعفه الايدلوجي وعدم وجود صلابة تنظيمية عالية فيه.

وعن الفرق بين داعش وجبهة النصرة، أكد الباحث في الشؤون الإسلامية أن داعش تريد فرض أجندة تطهير مكاني، وتسعى لتوسيع مشروعها ليمتد من إيران إلى لبنان، وربما ليشمل كل المنطقة على اعتبار أنه تنظيم يمتلك دولة وإمارة مؤمنين.

بينما جبهة النصرة ذات طبيعة محلية تتمسك بالأمر الداخلي السوري، وتقول إن مصير سوريا المستقبلي مرتبط بالشورى بين جميع الفصائل.