أخي حينما قلت لي ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون

ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكافرون

ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون واستدليت بها على وجوب إقامة الدولة الإسلامية ?! أخي ....

لقد بترت الآيات من سياقها لتوحي إلينا خلاف مقصودها

الآيات تدعو أهل الإنجيل ليحكموا بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله في الإنجيل أولئك هم الظالمون ?!

والآية الثانية تخاطب أهل التوراة ومن لم يحكم بما أنزل الله في التوراة فأولئك هم الكافرون ?!

وبناء على تفسيرك الخاطئ يجب أن نقيم دولة الإنجيل

ودولة التوراة

ودولة القرآن ?!

وأحيطك علما أن علماء التفسير بالإجماع قالوا هذه الآيات ليس فيها دلالة على وجوب تكوين حكومة سياسية سلطة سياسية لأنها لا تتحدث عن السلطة السياسية والحكومة السياسية إن الله لم ينزل شيئا بخصوص السلطة السياسية والحكومة السياسية إن الله ترك للناس أن يقيموا حكومتهم السياسية وفق القوانين التي يرونها صالحة لدنياهم

إذا أرادت السلطة السياسية الحكومة السياسية أن تحكم بما أنزل الله فلا يوجد شيء من القوانين في القرآن الكريم بمقدورها ان تُسَيَّرَ حكومة

هل يوجد قوانين الهية انزلها الله لوزير الكهرباء ?

أو لوزير الداخلية ?

أو لوزير الاتصالات ?

أو لوزير الإعلام ?

أو لوزير  الشؤون الاجتماعية ?

أو لوزير الثقافة ?

أو لوزير الخارجية ?

أكثر من 90 بالمئة من تصرفات وأعمال ووظائف الحكومة السياسية السلطة السياسية لا صلة للنصوص بها ولا علاقة لها مع النصوص فكيف بعد هذه البديهة تريدون منا ان نسميها بحكومة الاسلام بحكومة الله بحكومة الشريعة بحكومة القرآن فواعجبا ثم واعجبا ?!

اخي إذا استلمت أنت  السلطة السياسية سوف تجد أن 90 بالمئة من وظائف هذه السلطة السياسية هي وظائف تدبيرية لقضاء حوائج الناس وتسيير أمورهم ولن تجد نصا يساعدك للقول بأن وظائفي التي أقوم بها هي مما أنزل الله في كتابه فتأمل

مستحيل ان نوافقك الرأي بأن السلطة السياسية سلطة الهية إذا امسكتها انت وادعيت انك تريد ان تحكم فيها بما انزل الله لن تصير السلطة السياسية سلطة الهية إلا إذا كانت بيد نبي أو وصي نبي فقط وفقط وفقط

لن نؤمن بوجود سلطة سياسية إلهية إلا إذا كانت بيد نبي أو وصي نبي مستحيل ثم مليار مستحيل ان تصير السلطة السياسية سلطة الهية إذا كانت بيد انسان ليس رسولا نبيا ولا وصيا لنبي

إن أخطر زعم في الاسلام هو زعم انسان ليس نبيا ولا وصي نبي في ان سلطته السياسية سلطة الهية

أكثرية فقهاء الشيعة لا يؤمنون بسلطة سياسية دينية شرعية إلا إذا كانت بيد نبي أو وصي نبي وانا مع أكثرية فقهاء الشيعة

السلطة السياسية الالهية الدينية شرطها أن تكون بيد نبي أو وصي نبي هكذا يقول أكثرية فقهاء الشيعة وفي غيبة وصي النبي عج ليس أمامنا سوى السلطة السياسية البشرية المدنية التي تصيب وتخطئ تستقيم وتضل

لم يطلب الله منا مطلقا ان نقيم سلطة سياسية ونسميها بعد ذلك بسلطة القرآن والشريعة كما طلب منا تعالى ان نقيم الصلاة والصيام والحج