ظهور «داعش»  على الساحة قد أساء إلى صورة الإسلام بشكل كبير واستفاد من ظهورها مروجو الإسلاموفوبيا, هذا المصطلح ظهر حديثا في المجتمعات الغربية وإنتقل إلى المجتمعات الشرقية ومعناه التحامل والكراهية تجاه المسلمين , أو الخوف منهم أو من الجماعات العرقية التي يُنظر لها على أنها إسلامية , وهو لفظ يتكوّن من كلمتين : إسلام وفوبيا , والفوبيا هي خوف مرضي ليس مُبرّرا يسيطر على الانسان , وإشتهر عند البعض بالخوف من الاماكن والمرتفات ...وإلى آخره .

بغض النظر عن الكثير من الانتقدات التي تعرّض لها هذا المصطلح , سواء من حيث منشؤه أو من حيث إستعماله للتحريض والتفرقة ,  لأنه بنظر المنتقدين له يحمل الكراهية للإسلام والمسلمين وهو مصطلح عنصري يدعو إلى التحيّز ضد المسلمين .

على كل حال , ثمّة علاقة بين إنتشار هذا المصطلح في نهاية القرن العشرين وبين إنتشار ما يُسمى الرِهاب الاسلامي , " ألارهاب" , والعنف الذي مُورس من قِبل جماعات تنتمي إلى الاسلام , وزاد هذا المصطلح إنتشاراً هو ظهور حركة داعش " الدولة الاسلامية " , وقد قيل أن هجمات 11 أيلول عام 2001م , كانت نقطة الانطلاق لترويج هذا المصطلح , بعد ترويج مصطلح الرِهاب الاسلامي " ألارهاب " .

هذا بإختصار تعريف المصطلح الذي أثار جدلا واسعا في أوساط النُخَبْ المثقفة ,  والتي وجهّت أصابع الاتهام في ترويجه إلى أجهزة ومخابرات دولية , من أجل تشويه صورة الاسلام والمسلمين , وهو ظاهرة الخوف المرضي من الاسلام والمسلمين في الغرب , ومما لا شك فيه أن لهذا الخوف أو ظاهرة الكراهية للاسلام له أسباب تاريخية تجلّت في النزاعات السياسية والاطماع المتبادلة عند كلا الطرفين , في إحتلال الدول الغربية من قبل المسلمين , والعكس صحيح الذي هو ألاطماع الغربية في بلاد المسلمين التي ما زالت إلى الآن , والسعي الدؤوب لإستعمار بلاد المسلمين , ولا نريد أن نحشد الصراعات والتجارب التاريخية والغوص في تفاصيل الاسباب التاريخية التي لا تخفى على المتابعين .

ما يهمنا اليوم هو الاسباب المعاصرة لإنتشار هذا المصطلح والذي يزداد إنتشارا يوما بعد يوم , ويضع الاسلام في موضع حرِج , ويصوره على انه دين القتل والعنف والارهاب , فإذا حاولنا أن نكون موضوعيين في البحث ينبغي أن نقول بأن ثمة عاملين وراء ظاهرة الاسلاموفوبيا (الخوف من الاسلام والمسلمين ),  العامل الداخلي الذاتي الذي يتحمل مسؤوليته بعض المسلمين وخاصة الاسلام السياسي , وما يمارسونه بإسم الاسلام من أعمال عنف وإرهاب , وتقديم صورة مقززة ومخيفة عن الاسلام والمسلمين , ليس فقط في بلادهم بل أيضا في بلاد الغرب الذي يعيشون في كنفه , وهذا العامل قد ساعد العامل الثاني وأعطاه ذريعة لترويج مشروعه وهو التحامل على الاسلام والمسلمين من أجل إضعافهم والتفرقة بينهم , العامل الثاني الذي هو سياسات الادارات الغربية التي إستغلّت العامل الاول وبدأت بالترويج لمصطلح إسلاموفوبيا وحصروه في الاسلام والمسلمين , مع أن ألإرهاب قد مارسته الصهيونية منذ إحتلال فلسطين إلى اليوم بأبشع صوره مع شعب بكامله , ولم نسمع  في العالم " بيهوديوفوبيا" . وهذا طبعا لا يُبرر الاعمال الوحشية التي تقوم بها " داعش " باسم الاسلام , ولا يُبرر أي عمل إرهابي وحشي من أي جهة صدر .