اليوم تؤكد ذكرى عاشوراء من جديد على قدرتها في الإستمرار كحركة ثورية جهادية خالدة ذات أبعاد إنسانية تخطت مكانها وزمانها ، ورفدت المجتمع الإنساني كله بأبهى صورة العطاء والتضحية .

لقد أسست عاشوراء الحسين عليه السلام مجموعة من القيم والأهداف كانت كفيلة بأن تكون الملهمة لكل صانعي الثورات ولكل رائدي التحرر منذ حصولها حتى اليوم ، واستطاع الإمام الحسين عليه السلام أن يكرس قيم الجهاد والثورة بقدر ما أراد في يوم العاشر من المحرم أن يكون القائد المحب والمتسامح حتى مع قادة الجيش الذي يقوم بمواجهته ، وكانت مواقفه وخطبه يوم العاشر من المحرم مليئة بالدعوة والعودة الى الانسان و إلى الله سبحانه وتعالى .

لقد حاول موقع لبنان الجديد أن يتناول خلال عاشوراء هذا العام في عدد من المقالات هذه المناسبة الشريفة، حاول من خلالها تحرير المناسبة من بعض الشوائب والبدع التي ألصقت بها ، ولم يكن الهدف إعلامياً بقدر ما كان مسؤولية تقع على عاتقنا لإبراز الوجه الحضاري والإنساني لهذه المناسبة وإظهارها بالشكل الذي أراده الإمام الحسين عليه السلام ، بعيداً عن توظيف الشعارات بشكل يسيء إلى هذه المناسبة ويحد من تداعياتها الإنسانية على مدى العصور، ولكي تبقى عامل وحدة بين المسلمين ولا تسبب شعاراتها أي فرقة أو تجييش ديني أو مذهبي .

ولئن كانت بعض المواضيع والمقالات حادة في عناوينها ومضامينها فإن المطلوب من وراء ذلك أن نترك الأثر الذي نطمح من خلاله إلى التغيير وتطهير المناسبة والشعارات التي لا تخدم المناسبة ولا أهدافها ولم تخدم ثورة الإمام الحسين وقضيته المقدسة .

لقد تعرضنا لإنتقادات عديدة لكنها بالقياس إلى أهدافنا في تحرير المناسبة تجاوزناها وكنّا قادرين أن نترك الأثر الفعال في حماية هذه المناسبة وإبقائها بيضاء ناصعة مقدسة كما أردها الإمام الحسين عليه السلام .