تحوّل السلاح إلى ظاهرة مرضية يسقط يومياً بسببها شباب بعمر الورود ، فمن موضة إلى مرجلة إلى ضمان وأمن وحزبيات ، أصبحت لغة الرصاص هي الأكثر انتشاراً ...

لنتساءل : هل السلاح ضروري؟ وهل هناك حاجة لتواجده بين أيدي المواطنين ؟

الإجابة تتجلى في ارتفاع عدد الضحايا وفي الحوادث المتكررة التي تنتج عن سوء استعمال السلاح ، أو عن الرصاص الطائش ...

 

هذا السلاح الفردي وحتى الحزبي تحوّل إلى آفة اجتماعية غير مقبولة ، فقرار الموت والحياة والسلم والحرب واجتياح المدن أصبح يتخذ بلا مرجعية وبلا حساب واستناداً لنوازع ذاتية غير مدروسة ، الأمر الذي يجعلها عرضة لنتائج ذات تداعيات خطيرة .

أما التبريرات ، فهي تتصاعد من حماية النفس إلى حماية الجماعة والمنطقة والطائفة ، في خروج علني عن مبدأ الدولة والجيش والقوى الأمنية !

ومن الأمثلة على الكوارث التي تنتج عن فوضى التسلح ، قصة علي وعلي وهما أصدقاء منذ سنوات الدراسة ، فنيش وغنّام وقد عادا واجتمعا منذ فترة قصيرة بعدما فرقتهما ظروف ، كتب القدر والسلاح الفردي لهما أن ينتهي مستقبلهما بين الموت والسجن ...

فرصاصة طائشة من مسدس غنام كانت كفيلة بإنهاء حياة فنيش ليموت على يد صديق طفولته .

 

 ويوم أمس في الشياح محمد محفوظ الشرقاوي قتل أثناء وقوفه على شرفة منزله برصاصة طائشة ...

 

لنتوجه إلى الدولة "الغائبة" ونسأل : هل أصبحت الروح أرخص من رصاصة ، فعلي قد رحل ويوم أمس محمد وغداً من يدري قد اكون أنا أو أنتم ؟