ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطابا في مجمع السيد الشهداء في الضاحية الجنوبية بمناسبة الأول من محرم وخلال الخطاب تطرق نصرالله إلى فلسطين والأحداث الجارية فيها مؤكدا كما في خطاباته السابقة "مساندة حزب الله للشعب الفلسطيني المظلوم والوقوف الدائم معه". فأم العروبة فلسطين، تبكي أبناءها وتزفهم ملائكة برصاص الإحتلال

ويحاول نصر الله في هذه المناسبة أن يستعيد مجد مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بعدما أفل نجمها لصالح حروب الحزب في أمكنة أخرى ودعى نصر الله العرب إلى نصرة فلسطين متمنيا صحوة النخوة العربية من سباتها. لكن هذا الموقف لدى نصرالله يدفعنا إلى التساؤل لماذا يصر حزبالله على انتشار مقاتليه في سوريا و اليمن و العراق في حين أن فلسطين أحوج ما تكون إليهم خصوصا في هذه المرحلة بالذات وهو القائل "سنكون في الوقت والزمان المناسبين"، فهل أصبحت ساحات اليمن وسوريا والعراق ساحات القتال البديلة عن فلسطين وهل باتت قضية فلسطين فقط للتنظير السياسي وهي القضية الاساس التي تعتبر بأمسّ الحاجة للدعم؟ ولماذا لم يذهب نصرالله بعناصره مباشرة إلى القدس، من أجل إختصار الطريق بدلا من المرور بالزبداني وتكبد المزيد من الخسائر البشرية؟

يبدو أن الأوراق السياسية والمصالح التي تربط حزب الله بإيران تجعله يتراجع عن هذه الخطوة التي تعتبر غير مدروسة في حال إقدامه عليها نظرا لما تمثله من خطر على الجمهورية الإسلامية.

فسقوط الأسد يمثل خسارة كبيرة لإيران، لأن هذا السقوط سيؤثر بلا شك في قدرة ونفوذ إيران في المنطقة، وسيكون فاتحة لتراجع كبير على هذا الصعيد، كما تعتبر سوريا بوابة مرور الأسلحة والذخيرة إلى حلفاء إيران، لذا دفعت بنصرالله إلى زج عناصره بسوريا تحت شعار "حماية المقدسات الدينية" خوفا على تقلص نفوذها في حال رحل الأسد.

وأما في دول الخليج فمصالح إيران السياسية والعسكرية تقتضي دعم الحوثيين للسيطرة على المضيق الإستراتيجي الكبير ألا وهو مضيق باب المندب الذي سيزيد من التمدد الإيراني في المنطقة.

وتبقى العراق والتي تحاول إيران منعها عبر السيطرة عليها والتحكم بزمام أمورها من التحول مرة اخرى الى دولة قوية وتحد من قدرتها على مد نفوذها وتحقيق اهدافها فى الاقليم العربى، وبالتأكيد هذا ابرز ما تعلمته ايران واستنبطته من الحرب العراقية الايرانية . والمصادفة هنا ان بهذه البلدان الثلاثة التي لإيران مصالح فيها، هناك تواجد لعناصر وقيادات حزب الله اما فلسطين فهي لا تعني شيئا في قاموس إيران العسكري والسياسي.

لذا فالسؤال المطروح اليوم هل أصبحت قضية فلسطين هي للتنظير السياسي فقط وهل أصبح الجهاد بناء على خارطة السياسات الايرانية في المنطقة بنظر السيد نصرالله ؟