منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا،تضاربت الآراء حول مدى التوافق الروسي-الإيراني في نظرتهما للحل في سوريا وبرزت تساؤلات كثيرة تتعلق بالدور الروسي وتأثيره سلبا على نفوذ إيران وتمددها في سوريا.

  فإيران وروسيا يلعبان دورا رياديا في سوريا وكلاهما يسعيان بحسب تصريحاتهما إلى القضاء على "الإرهاب التكفيري"، الذي يعتبر تهديدا مباشرا لإيران وروسيا معا. وربما يقول الذين لا يرون أبعد من أنوفهم ان ما يحصل من تنسيق بين هذين البلدين ما هو إلا إنطلاقا من موقع تكاملي وليس تنافسي، إذ أن التدخل الروسي زاد من قوة وتأثير إيران من خلال الإنجازات الوهمية التي يتغنون بها، وأيضا من خلال تأمين الغطاء الجوي للجيش السوري المدعوم طبعا بالقوات الإيرانية وحزب الله.

لكن التأييد الذي أظهره معظم حلفاء واشنطن على التدخل الروسي، ليس سوى دليل على أن هناك حسابات وأوراق سياسية تسعى موسكو إلى الحصول عليها وإلا لما التدخل في هكذا أزمة وربما يكون هناك تنسيق إستراتيجي للوجود الروسي على ضوء ما تم إعلانه ان روسيا ستنسق وبالتالي ستقدم أخبارا عن غاراتها. كما ان التغييرات في المواقف أو التخفيف من حدة التصريحات للدول الأوروبية إزاء ما يتعلق ببقاء الأسد او رحيله ليس سوى خطوة مهمة لتحديد الخيارات اللاحقة مستقبلا.

فبروز إيران كقوة صاعدة، سيزيد من توتر العلاقات مع روسيا، التي يفترض كثير من المراقبين من خارج البلدين، أن العلاقات الاقتصادية والعسكرية بينهما "وثيقة"، بينما هذه العلاقات معقدة للغاية، فموسكو تشعر بالقلق المتزايد من طموحات إيران في المنطقة، التي تتجاوز بحر قزوين والقوقاز ووسط آسيا، وروسيا في النهاية لا تريد منافسا إقليميا لها في المنطقة.

إذًا وبحسب تقرير صدر عن مؤسسة كارينجي للسلام العالمي،  ورقة مهمة لروسيا في التأسيس لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب في الألفية الثالثة، لذا فإن رحيل الأسد قبل إعادة ترتيب التوازنات الدولية والإقليمية أصبح مستبعدا، ذلك أن إعادة ترتيب الأوراق حول سورية يلغي "أتوماتيكيا" العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب أوكرانيا، ويمنح بوتين الاعتراف الغربي بضمه لشبه جزيرة القرم شرق أوكرانيا، وبذلك تنتهي واحدة من المشكلات العالقة بين روسيا وأميركا منذ نهاية الحرب الباردة، ومن هنا فإن الوجود الروسي في سورية ليس دفاعا عن الدولة السورية – التي لم تعد موجودة أصلا – وليس دعما لنظام بشار الأسد - المنتهي فعليا - وإنما للدفاع عن "الدولة الروسية" أولا وأخيرا.

هذا الأمر كله ، بالتأكيد سيؤدي إلى ضرر على إيران  خصوصا في ظل العلاقات المتوترة التي تربطها بالدول الكبرى في حين ان الإيرانيين غير مرغوب به من السوريين أنفسهم وهذا يعني او الورقة الأقوى أصبحت روسية. فختاما ما علينا إلا أن التأكيد أن خلف هذه المصالح السياسية الروسية-الإيرانية، هناك تقليص لدور الحرس الثوري

فهل سنشهد قريبا بشار الأسد يقول :شكرا روسيا فقط؟؟!!