مع انطلاق طائرات السوخوي الروسية والمباشرة بغارات جوية على مواقع المنظمات السورية المعارضة للرئيس السوري  من دون استثناء ، حيث شملت الغارات لوائح بأهداف وضعها النظام وأعوانه من محليين وإقليميين وطالت المراكز العسكرية لمعظم التنظيمات المسلحة وذلك في محاولة لتسهيل العملية البرية التي يجري الحديث عنها والإعداد لها وقوامها ألوية ممّا تبقّى من الجيش السوري مدعومة ببضعة آلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني إضافة إلى مقاتلي حزب الله من أجل إستعادة السيطرة على ما فقده النظام أبان الفترة الأخيرة في ريفي حمص وحماة وأطراف حلب وعلى تخوم المنطقة الساحلية لجهة جسر الشغور وسهل الغاب بوابات العمق السوري إلى الساحل .

وعلى ضوء المعلومات العسكرية الواردة من سوريا والتي تشير إلى استخدام الصواريخ الروسية العابرة للقارات من بحر قزوين مترافقة مع أنباء عن إحصائية أميركية وأخرى فرنسية عن 53 عملية جوية للطائرات الروسية ما بين 6 و7 تشرين أول الجاري استهدفت خمسة منها مواقع داعش والأخرى مواقع باقي الفصائل السورية.

وهذا يشير إلى أنّ هناك قرار دولي بموافقة أميركية وعدم معارضة إسرائيلية لإعادة خلط الأوراق على الساحة السورية ولتغيير ميزان القوى فيها وبالتالي لإستعادة المبادرة في الميدان العسكري السوري لمصلحة النظام كمقدمة للتداول في أيّ حل سياسي يشكل فيه الرئيس السوري بشار الأسد ورقة قويه بيد المحاور الروسي على أي طاولة مفاوضات محتملة .

فروسيا دخلت إلى سوريا بهذا الحجم العسكري المفرط للإمساك بالورقة السورية دون مشاركة أحد فيها بمن فيهم الإيرانيين الذين يحاولون تظهير صورة المشهد السوري بشكل مختلف عما يجري على أرض الواقع بحيث يعطون لأنفسهم مساحة من التحرك السياسي تلائم حجم تدخلهم العسكري في الحروب السورية .

لا شكّ أنّ الفشل الإيراني في سوريا هو الذي أدّى إلى التدخل العسكري الروسي فيها ، والمعطيات التي تتحدث عن بضعة آلاف من عناصر حزب الله جرى تحضيرهم للقتال في نطاق خريطة الدويلة المسماة علوية بغطاء جوي روسي ، توضح أن الحزب على أبواب خوض مغامرة ستراكم حجم خسائره البشرية والعسكرية  .

ومما يزيد من منسوب القلق في أوساط حزب الله أن موسكو ستدير الحرب في سوريا بشروطها ، ومن بينها كما تردد أنه ليس مسموحاً للحزب استخدام شبكة إتصالات خاصة في رقعة العمليات الروسية من دون إشراف موسكو التي ستبسط سيطرتها على مرافق حيوية مثل مطار دمشق المنفذ الجوي لإيران .

والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهارب من فشله في سياساته التي تسببت بافلاس روسيا وعزلتها فإنه يحاول أن يستعرض عضلاته في سوريا ليخفف من آلام الروس التي تسببت بها سياسته في أوكرانيا .

واللافت أنّ واشنطن وتل أبيب وهما الجهتان اللتان يصوب عليهما مرشد الثورة الإيرانية وفريقه هما يسهلان أمر بوتين ، فواشنطن سحبت صواريخ باتريوت من تركيا ، وتل أبيب باركت التدخل الروسي خلال المحادثات العسكرية الروسية الإسرائيلية. 

كل هذه المعطيات تجعل الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحت رحمة صواريخ بوتين ، والمنطقة على أبواب الدخول في لحظة سورية قد لا ينفع معها قول نصرالله / تجاوزنا مرحلة الخطر في سوريا / فالخطر ما زال في أوله مع اقدام بوتين على مغامرته السورية