يواجه الحراك الشبابي والشعبي في لبنان في هذه الأيام ضغوطاً سلطوية وحملة إعلامية وحزبية قاسية كي يتوقف عن الإستمرار في نشاطاته الإحتجاجية على الفساد وعلى هذا النظام الظالم والفاسد .

وما جرى من قمع للتظاهرة الأخيرة للحراك في الوسط التجاري واعتقال عشرات الناشطين وتوجيه التهم لهم ولبعض الناشطين غير المعتقلين تحت عنوان ( الفارين من العدالة) محاولة سلطوية جديدة لإنهاء هذا الحراك الشعبي والشبابي .

وقد استغلت السلطة وبعض وسائل الإعلام وبعض القوى والقيادات الحزبية ما حصل أمام جريدة النهار من أحداث خلال التظاهرة الأخيرة من أجل إطلاق التهم ضد الحراك ووصفهم ب"الزعران" أو "مثيري الشغب" وكل ذلك من أجل افشال الحراك ووقف تحركاته ، وكل ذلك يؤكد أهمية هذا الحراك الشعبي وما حققه من إنجازات مهمة خلال الشهرين الماضيين والخوف الكبير لدى السلطة القائمة والقوى الحزبية من هذا الحراك وما حققه من نتائج مهمة ولأنّه حرّك المياه الراكدة في الواقع السياسي اللبناني وسلّط الضوء على حجم الفساد الذي ترتكبه القيادات السياسية والحزبية .

وبغض النظر عن وجود بعض الملاحظات حول الآليات التي يعتمدها الحراك والناشطون في بعض الأحيان وعن الحاجة الدائمة لمراجعة الاداء وكيفية التحرك ، فإنّ هذا الحراك يجب أن يستمر من أجلنا نحن اللبنانيين ومن أجل أولادنا وأحفادنا ، لأنّه يعطينا فرصة الأمل أنّ هناك قوة سياسية جديدة تستطيع التحرك والنشاط بعيداً عن الحسابات السياسية وشبكة المصالح المتداخلة بين القوى السياسية والحزبية في لبنان وارتباطاتها الخارجية .

إنّ من حق الشباب والشعب اللبناني أن يتظاهروا في كل مكان وليس هناك حاجة للترخيص من هذه السلطة الفاسدة والممددة لنفسها ، لأنّ جميع القوى السياسية والحزبية تتظاهر بدون ترخيص من قوى 14 آذار إلى قوى 8 آذار وإلى التيار العوني وحزب الله وحركة أمل ، وكل يوم نشاهد تجمعاً شعبياً وتحركاً شعبياً بدون ترخيص.

ان استمرار الحراك الشعبي والشبابي ضروري وعلينا جميعاً المساهمة فيه وحمايته ودعمه ويجب العمل للوقوف بوجه هذه السلطة القمعية التي تحاول إنهاء الحراك وإخافة الشباب والمشاركين فيه.