المراقب لاحداث المنطقة يدرك جيداً ان القضية الفلسطينيه لا تزال تحتل المرتبة الأولى وبلا اي منازع في قلوب ووجدان الشعبين العربي والاسلامي فبمجرد إشتعال جبهة غزه خفتت سائر الجبهات, فما عدنا نسمع من اخبار سوريا اليومية إلا المقارنه بين محصله اعداد الشهداء رغم  علمنا المسبق ان التفوق محسوم لحساب سوريا... وغاب نهائياً الحراك الاردني.. حتى ان زيارة ميقاتي لفرنسا صارت كأنها خارج السياق .. إلا ان المحزن المبكي في الموضوع هو العودة إلى مربع الآزمة التي طالما شكى منه الفلسطينيون عبر تاريخ ازمتهم حتى بات في مرحلة معينه هي قضية ابو عمار الأولى إلا وهي تحرير القرار الفلسطيني وعدم جعله مجرد "ورقة"يتنازع عليها وبالتالي التفلت من السؤال عن  الدولة التي تستطيع ان تفاوض عليها وبإسمها فكأن ما نشهده وتشهد غزه هذه الايام إن هي إلا مرحلة دراماتيكيه فرضتها التحولات المحيطة بالمنطقة وصعود نجم الربيع العربي ودوله، فكان لا بد وكي تكتمل الصوره هو انتزاع هذا "المشعل" من يد المحور الإيراني وهذا ما بدا جليا في المؤتمر الصحفي  المستعجل لرئيس المكتب السياسي لحماس والذي اعلن فيه انتصار ليس الدم الغزاوي على  قاتله بل انتصار محور الربيع العربي على المحور الايراني السوري هذا التحول الذي يعتبر هزيمه معنويه كبيرة للمحور الثاني إلا ان السؤال الاهم يبقى هل سيُكرَس هذا المتغير في مصلحه القضية المركزية ام ان تداعياته التي طالما خبرناها على الساحه اللبنانية ودفع ثمنه غالياً من حساب الدم الفلسطيني ولم يستفد منها إلا العدو الصهيوني بتحويل وجهة الصراع من صراع على اصل وجود كيانه إلى مجرد صراع على من يحمل... مشغل غزه؟؟؟؟