نقلاً عن موقغ "ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

 



ان التظاهر تحت سقف القانون حق مشروع لكل اللبنانيين على كل الاراضي اللبنانية، بشرط ان تبقى ضمن اطارها السلمي المنصوص عليه بالدستور اللبناني, إلا ان حالة الفساد المستشرية في البلد التي تجلت اخيراً بأطنان من النفايات التي اجتحاجت منازل المواطنين وشوارعهم دفعت بمجموعة من الشبان ضمن تجمع "طلعت ريحتكم" الى تنظيم اعتصامات سلمية لحث المسؤولين على التنحي عن منصابهم الا ان ما حصل يوم امس حاول بعض المندسين الى اخذ هذا التجمع بغير اتجاهه الحقيقي عبر اعطائه طابع سياسي وتشويه صورة قوى الامن الداخلي الذين تم تحميلهم مسؤولية اطلاق النار على المتظاهرين علماً ان الحقيقة مغايرة للواقع ولما تم تسويقه.

وفي التفاصيل، كشفت مصادر خاصة لموقع "ليبانون ديبايت" عن اتصالات أجريت بين قيادة قوى الامن الدخلي وقيادة شرطة مجلس النواب والنشطاء والقيميين على تقضي السماح للمعتصمين بالدخول إلى ساحة النجمة للتظاهر والاعتصام سلمياً امام المجلس النيابي إحتراماً منهم لاي تحرك سلمي وديمقراطي مع اتخاذ كافة التدابير والاجراءات الامنية المشددة في المكان للمحافظة على الامن والنظام دون التعرض لاي متظاهر مهما كان الثمن.

إلا ان كافة المحاولات والاتصالات بائت بالفشل خصوصاً مع اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري وبايعاز منه شخصياً لقيادة شرطة مجلس النواب (شرطة المجلس وكتيبة الجيش اللبناني الموضوعة بتصرف امن المجلس والتي لا تؤتمر من قيادة الجيش) بمنع المتظاهرين من خرق ساحة النجمة. 

ازاء هذا الواقع، ولمنع الاحتكام والتصادم مع المعتصمين والاخلال بالامن واستباقا لما لا يحمد عقباه، اتخذت القوى الامنية والعسكرية تدابير امنية مشددة وشكلت دروعاً بشرية امام السراي الحكومي فيما عمدت الى اغلاق المداخل الرئيسية الستة المؤدية إلى مجلس النواب، إلا ان مجموعة من المتظاهرين تمكنت من خرق احدى الحواجز لاقتحام ساحة النجمة والتظاهر سليماً بداخلها، وهنا كانت المفاجأة حيث عمد عناصر من شرطة المجلس وعناصر من الجيش المولجين بحماية المجلس والذين يتبعون قيادياً شرطة مجلس النواب الى الاعتداء على المتظاهرين واطلاق النار في الهواء وعليهم بالرصاص الحي والمطاطي لتفرقتهم وابعادهم عن المكان، ما ادى الى حالة من الكر والفر الامر الذي تسبب بحقد وحالة غضب عارمة باتجاه عناصر قوى الامن الداخلي حيث تعرضوا لرشق بالحجارة وبالعصي وعبوات زجاجية في حين ان بعض المعتصمين حاول قطع الشريط الشائك عندها عمدت القوى الامنية الى رشقهم بالمياه والقنابل المسيلة للدموع واطلاق الرشاقات النارية في الهواء قسوةً بتصرف اكثر الدول المتقدمة في العالم.

هذا، وكشفت مصادر ميدانية لموقع "ليبانون ديبايت" أن مجموعة من الشبان قد يكونون طابوراً خامساً او مدسوسون لافتعال حالة من الشغب الى مطاردة عناصر قوى الامن حيث تمكنوا من اعتقال عنصر وحجز سلاحه الامر الذي دفع بزملائه الى مهاجمة تلك المجموعة واطلاق الرصاص في الهواء وتمكنت من استيعادت العنصر وسلاحه الاميري. كما عمدت مجموعة من عناصر الشغب الى مطاردة مجموعات حاولت الاخلال بالنظام العام لتوقيفهم.

وفي هذا السياق، اكدت بعض المعتصمين لموقع "ليبانون ديبايت" ان القوى الامنية تصرفت بحرفية رغم تعرض عدد كبير من عناصرها للاصابات حالة البعض منهم حرجة، إلا انها استطاعت السيطرة على المظاهرة دون وقوع قتلى، علماً ان القوى الامنية باتت الضحية في معظم الاعتصامات الاخيرة لانها تؤتمر من القوى السياسية التي باتت تتحكم بمفاصل الوطن وتختبئ وراء بذتهم النبيلة.

ومن جهة اخرى طالب المعتصمون ان يقدم السياسيين "يلي فعلاً طلعت ريحتهم" الى مواجهتهم علنياً لتلقي رسالتهم القاضية بتنحيهم عن السلطة، مستنكرين الحملة العشوائية على مديرية قوى الامن الداخلي ووزير الداخلية نهاد المشنوق واعتبروها حملة سياسية منظمة وومنهجة لتحميل مسؤولية فسادهم في الادارة والحكم إلى جهاز امني سجل انجازات امنية نوعية ووزير نجح خلال توليه حقبة وزارة الداخلية والى تياره مسؤولية "قرفهم".