ابلغ سفير دولة كبرى معنية بالملف اللبناني الى شخصيات اقتصادية (اعضاء في المجلس الاقتصادي الاجتماعي)، ما حرفيّته أن تعطيل تشكيل الحكومة في لبنان يزيد من الاعباء السلبية عليه كلما طال امد هذا التعطيل، ويفلت من يد لبنان عناصر شديدة الاهمية تمكّنه من انقاذ نفسه من هذه الازمة بمعزل عن اي مساعدات خارجية، فتشكيل الحكومة، كما قال هذا السفير، من شأنه ان يبني قواعد لإصلاح مطلوب من اللبنانيين والمجتمع الدولي، كما انّ من شأنه ان يفتح الباب على اعادة استئناف "مفاوضات مجدية" حول ترسيم الحدود مع اسرائيل، بما يقوده في مستقبل ليس بعيداً من ان ينتقل الى بدء الاستفادة من ثرواته، ليس من النفط فقط، بل من الغاز التي تؤكد دراسات بعض الدول انّ حوض الغاز بين لبنان وسوريا يفوق كل الاحواض في منطقة الخليج الاخرى (ما عدا قطر).

 

وهذا يبشّر بمستقبل زاهر وواعد للبنان. وبالتالي، فإنّ الانتقال الى هذا الوضع، او بمعنى أدق إن وضع اسس الانتقال الى هذا الوضع يكون عبر مسارعة اللبنانيين الى تأسيس قواعد تفاهمية في ما بينهم تخرج بلدهم من الحال الذي هو فيه الآن، والذي يهدد بالاخلال بالاستقرارين السياسي والاقتصادي ومن خلاله بالاستقرار المالي والنقدي، وهذا الاخلال سيقود حتما الى تطور أخطر قد يضع لبنان امام خطر انهيار الاستقرار الامني والدخول في فوضى.