تنفي مصادر مطلعة أن يكون أحمد الاسير في وضع صحيّ أو نفسي مهتزّ. وصل الى اليرزة وخلال الفترة الاولى من دخوله معتقله، توضّأ وظلّ يُصلّي لنحو ساعة متواصلة. كان أداؤه متّزناً ولا يَشي بتوتّر بالغ، ولوحظ أنّه يستغرق في دعاء طويل يُتمتم فيه بصوت خافت.


نقطة الضعف الأساسية في سيرة الأسير الأمنيّة بعد تواريه عن الأنظار إثر سقوط مربّعه الأمني في عبرا، تمثّلت في لجوئه الى مخيّم عين الحلوة. فالمخيم الفلسطيني لا يتحمّل إقامة لبناني من نوعية الأسير بين ظهرانيه؛ فالشيخ كان قويّ الحضور وقادراً على جذب الاهتمام اليه، ولديه احساس متضخّم بقيادة الآخرين. ووفق تقدير امني، كان منتظراً أن يلفظ المخيم الأسير في لحظة قريبة وأن يَشي به.


وبالفعل حدث ما كان متوقعاً، وذلك عندما طلب الأسير من "الحكيم" المقيم في عين الحلوة تزوير وثيقة سفر له مدفوعة الأجر. لبّى "الحكيم"، وفق معلومات "الجمهورية"، طلبه ولكنّ هذا السرّ حول جواز سفر الأسير المزوّر باسم خالد العباسي، لم يبقَ محصوراً بين الاثنين.

وصلت هذه المعلومة بطريقة ما إلى شخص فلسطيني محسوب على البيئة الاسلامية في المخيم، وهو بدوره سرَّبها للامن العام اللبناني الذي أحسَن استثمارها توصّلاً إلى توقيف الاسير في مطار بيروت.


ولكن، من هو "الحكيم"؟
اسمه الحقيقي "حسن نوفل"، وهو فلسطيني يقيم في مخيم عين الحلوة. رجل في العقد الخامس من عمره، "أبرص" الوجه ينتشر "النمش" على سحنته. ويورد سجلّه الامني والسياسي، أنّه انتسب لفترة معينة قبل سنوات عدة الى تنظيم الجبهة الشعبية - القيادة العامة. ثمّ انسحب منه لأسباب غير معروفة، على رغم أنّ معلومات مستقاة من القيادة العامة تفيد أنّه خرَج من التنظيم مطروداً.

بعد فترة قليلة، شاعَ اسم "الحكيم"» لدى أجهزة الامن المحلية والعالمية كأهمّ مزوّر للوثائق الثبوتية. تقول المعلومات عنه إنّه يُزوّر المستندات على اختلافها بحِرَفية عالية جداً، وعلى نحوٍ يجعل المستند المزوَّر طبق الأصل عن المستند الصحيح، وتصل نسبة تطابق عملياته التزويرية الى نسبة مئة في المئة في حالات كثيرة. ومعظم بطاقات اللاجئين الثبوتية وجوازات السفر التي تُزوّر في المخيم تحمل بصمات "حسن نوفل" الملقب "حسن الحكيم".


وتفيد مصادر "الجمهورية" أنّ أبرز الأسئلة التي تحتاج أجوبة من الأسير في جولة التحقيق الثانية معه في اليرزة، لم تعد عن مموّليه أو عن البيئة السياسية التي احتضنته أو ساعدته أو تقاطعت معه في لحظة عابرة من باب احتوائه أو توظيفه. فثمة ما يكفي من معلومات عن هذا الجانب.