بعد مرور شهر على معركة الزبداني لم يستطع حزب الله  حسم هذه المعركة لصالحه ، بالرغم ممّا أشاعه في إعلامه عند انطلاقها أنها ستستغرق مجرد أيام ، إلا أنّ الواقع على الأرض لم يكن كما كان الحزب يتوقع حيث فوجىء الحزب بمقاومة شرسة وكبيرة من قبل المسلحين من أبناء المنطقة وهم الأكثر دراية بأرضهم ومعاقلهم .

بلغ عدد قتلى الحزب أرقاماً خيالية  فضلاً عن الجرحى، وأصبحت أخبار الإعلان عن سقوط القتلى شبه يومية حيث يعلن الحزب يومياً عن سقوط قتلى، وكانت مستشفى الرسول الأعظم قد طلبت منذ أيام التبرع بالدم من كل الفئات نظراً لوجود أعداد كبيرة من الجرحى،  وتشير المعلومات إلى أنّ قوات النخبة في الحزب خسرت ما لا يقل عن ثلاثين قتيلاً في وقت يعاني الحزب من أزمة عديد في منطقة المواجهات الأمر الذي أدى إلى الإستعانة بفتيان التعبئة من الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما وهم من قليلي الخبرة العسكرية ولم يتلقوا التدريبات الكافية للقتال في مثل هذه المعارك .

 وفي هذا السياق شهدت مواقع التواصل الإجتماعي صوراً عديدة لعدد من الفتيان القتلى الذين لم يتجاوزوا 18 عاماً في إشارة واضحة إلى عمق المأزق الذي يعانيه الحزب من جهة، ومن جهة ثانية كثرة التساؤلات  داخل الحزب عن جدوى معركة الزبداني التي أرهقت الحزب وشعبه دون حصول أي تقدم .

وفي السياق أيضاً فقد شهدت أروقة الحزب تساؤلات أخرى عن الدواعي التي أدّت إلى استدعاء عناصر التعبئة بالرغم من صغر سنهم وقلة الخبرة لديهم في الأعمال العسكرية ،وأشارت بعض المصادر إلى نقمة كبيرة حول مشاركة من يسميهم بعض مناصري الحزب ومؤيديه " بالأولاد "

ميدانياً تشير  المصادر إلى معارك ضارية على الأرض بين الحزب والجيش السوري من جهة والمسلحين من جهة ثانية وتشير هذه المصادر إلى أنّ المعركة طويلة وأنّ الحزب لن يتمكن من تحقيق اي تقدم بالسهولة التي يروّج لها إعلامه ومناصروه وإنّ هناك عقبات كبيرة تؤكد على أنّ المعركة طويلة وأنّ مأزق الحزب كبير هو أيضاً ولن يستطيع الخروج منه بسهولة .