بوست فيسبوكي واحد كان كفيلاً بأن يحوّل فرنسيس من مقاومة لعميلة ، و مجرد "رأي" عرضّها لهجوم لاذع جردّها من كل مواقفها السابقة مع الحزب ...

فغدي التي لم تتقبل وصف علي زين لأجواء الفن بمطاعم الجنوب على أنها عهر ، منتقداً إياها ومنتقداً الإعلانات المروجة لها ومطلقاً التهديدات السخيفة ...

كما ولم تتقبل وصفه للمجتمع بأنه إسلامي وشيعي بإمتياز مسقطاً بذلك مبدأ العيش المشترك ، ومبدأ الوطنية  ...

فإنتقدت  بكل تجرد وموضوعية ما قاله "الصبي" كما وصفته ، مطالبة بلجمه ومنوهة بمواقفه التكفيرية السابقة !

 

ما قالته غدي ، لا يعبر عن "سقوط إعلامي" كما إعتبره جمهور المنار ، ولا هو "دناءة وسوقية" كما هاجمها الممانعون، ما قالته هو عمق الحقيقة ، فالإعلامية لم تسكت عن الحق ولم ترضَ أن تكون الشيطان الأخرس كما هم شياطين المنار الذين تبنوا موقف زين ...

كما هم الشياطين الذي إعتبروا أنّه منّوا على غدي بإعتبارها مقاومة ، وبأنّها "استغلت" أنشودة للإمام علي أطلقتها لتصبح بينهم !

بينما في الواقع أن تكون غدي المسيحية "مقاومة" و "حزب الله" هو منّة للحزب وتكريس للبنانيته لا لشيعيته !

 

ما تداولته كل من المنار والجمهور العابث لم يحتجب عن مسامع غدي ، التي وصفتهم بالبوسطة والغنم ، مستنكرة وهازئة بما يتداولونه عن الخط وتحييدها عنه ...

مسائلة داعمي "زين" ما خطهم ، ومعتبرة أنها ليست بغنمة وخطها فاتح عحسابه !

 

مصداقية غدي وموضوعيتها تجلت اليوم بموقفها فهي فصلت بين مفهوم المقاومة وبين مذيعي المنار ، وبين السيد ...

فالمقاومة ليست بتحويل الجنوب لإمارة شيعية ، أو ما الفرق إذا بينهم وبين داعش اللاهث لإمارة إسلامية ؟!

 

فإن كانت قناة المنار فعلاً تتبنى ما قاله "زين" ادعو السيد حسن للتبرؤ من هذه المحطة التلفزيونية لنصدق أقله أنه يحارب داعش والإرهاب ...

وإلا إن كان "الصامت القانع " بتطرف قناته وموظفيه ، فليسحب جنوده من سوريا ، فما بين أرض سنية وارض شيعية ، ورفض الغناء والفرح وكل ما لا يمت بالتعصب الديني ، إرهاب واحد و داعش واحد ...