أكد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن “مُفتاحَ الاستقرارْ هو بوقفِ التورُّطِ المتماديْ في الحربِ السوريةْ ” مشيراً أنه “قلنا بوجوبْ مكافحةِ الإرهابْ ومخاطرِ الاختراقْ للمناطقِ اللبنانيةْ، من خلالِ استراتيجيةٍ وطنيةْ يتولاها الجيشُ والقِوى الشرعيةْ حَصراً “

وفي كلمة متلفزة له قال الحريري “لم تَتِمّْ مُلاقاتُنا بخطوةٍ جديةٍ واحدةْ على هذا الطريقْ فواصلتِ البلادُ الدورانْ في الحلقاتِ المفرَغةْ، ومرَّ عامٌ على الفراغْ في رئاسةِ الجمهوريةْ وكأنَّ شيئاً لم يَكُنْ وتَعالى التحذيرْ من الانتحارِ الاقتصاديْ والاجتماعي وبقيَتِ المواقفْ اسيرةَ الرِهانْ على الانقلاباتِ الإقليميةْ والانتصاراتِ الوهميةْ “

تابع الحريري “مشهدُ المراوحةْ في الفراغْ وتعطيلِ المؤسساتِ الدستوريةْ واحدةٍ بعدَ الأُخرى، يقابَلُهُ مشهدُ القلقْ لدى الأكثريةِ الساحِقةْ من اللبنانيينْ ” مضيفاً ” قلَقٌ على الاستقرارْ، وقلقٌ على لٌقمةِ العيشْ،وقَلقٌ يَتلازَمْ مع التَّمزُّقِ الجغرافيْ والانسانيْ الذي تُعانيهُ سوريا “

اضاف “هذا المشهد يزيدُنا تصميماً على المبادرةِ لإيجادِ المخارج، وقد بادَرْنا في أكثرْ من مناسبةْ من اجلِ ذلك، ولم نَتأخَّر عن أيِ دعوة الى الحوار وقُلنا إِنَّ مسألةَ حمايةْ لبنانْ من الفِتنةْ، تتقدَّمْ على ايِ اولوية، وهي سياسةٌ سنستمرُّ بِها، مع كل ما يواكِبُها من ملاحظاتٍ وانتقادات “

وأكد الحريري أننا ” ما زلنا عند قناعتنا بأن ما طالبنا به قبل عام يمكن البناء عليه اليوم، وهو ما أريد ان أتوقف فيه معكم عند أربعة عناوين “

أولاً : في موضوعْ رئاسةِ الجمهوريةْ. نحنُ لمْ نُغلقْ البابْ على ايِ مَخرَجْ،ولم نُجاري الآخرين في لعبةِ الفيتو ضدَ أحدْ وحاولْنا منذُ البدايةْ ان يكونَ التوافق الوطنيْ، هو القاعدةْ التي يَتحققُ من خلالِها الوصولْ الى رئيسٍ جديدْ، بِغَضِ النظرْ عنِ الأسماءْ” معتبراً أن “قاعدة التوافق الوطني اصطدمت بالخيارات السياسية في الاتجاهين كما اصطدمت هذه القاعدة بإعطاء فئة معينة من القيادات حقا حصريا بالرئاسة وصولا الى ما سمعناه مؤخرا بأن هذا الحق الحصري محصور أيضا بشخص واحد ، على الرغمِ من ذلكْ لنْ نَتأخَّرَ عن أيِ جُهدٍ للخروجْ من هذا المأزقْ “

وأعلن الحريري أن ” الأبواب ليست مغلقة في وجه أي مخرج واقعي وأن لا فيتو على أي اسم ودائما تحت سقف التوافق الوطني “

وراى الحريري أن ” الرهانَ على مُتغَيراتٍ في سوريا لَن يصنعَ رئيساً للجمهوريةْ وانتظارُ نتائجِ المفاوضاتِ النوويةْ لَنْ يصنعَ رئيساً ” معتبراً أن “لا خَيارَ أمامَنا جميعاً سِوى التقيُّدْ بالدُّستورْ، والعودةْ الى التواصلِ السياسيْ للاتفاقْ على مخرجٍ عمليٍ لمأزقِ الرئاسةْ”

اضاف ” لِنَهدأَ جميعاً، ولِنَتوقفْ عن سياساتِ التعبئةْ، ونُعطي أنفسَنا وبلدَنا فرصةً لالتقاطِ الانفاسْ وإيجادِ المخارِجْ”

وفي المسألةْ السوريةْ ومواجهةِ الارهابْ قال الحريري ” قبلَ اكثرْ من سنتينْ، قُلنا لحزبِ الله إِنَّ التورُّطَ العسكريْ في الحربِ السوريةْ، لن يكونَ في مَقدورِهِ إنقاذْ نظامْ بشار الاسدْ وقدْ رَدّ حزب الله علينا بأَنَّ سُقوطَ النظامْ لمْ يَتحقَّقْ، وهذا أمرٌ صحيحٌ أيضاً ولكنَّ الأصَحّْ أَنَّ النظامْ يقِفُ فوقَ صَفيحٍ من الدمْ والنارْ والدمارْ، وأن الاهتراءَ يعتريهْ مِنْ كلِ الجهاتْ “

وإعتبر الحريري أن “الجرحَ الناشئْ عن هذا التورطْ سيضرِبُ عميقاً في الوِجدانِ السوريْ، بما يُدَمرُ العلاقاتِ الأخويةْ بين الشعبينْ والبلدينْ ” مشيراً إلى أن “سوريا تحترق امام عيوننا وهذا يعني ان الخطر يقف على أبوابنا وان صب الزيت على النار السورية هو جريمة بحق لبنان كما هو جريمة بحق سوريا وشعبها “

وأكد الحريري أن “على الدولة حماية البلدات البقاعية وضبط الحدود ومعالجة النزوح السوري بما توجبه العلاقات الانسانية وقواعد السلامة المطلوبة للامن اللبناني ” معتبراً أن “حزب الله لا يريد أن يسمع هذا الكلام لكننا نراهِن ان يجد هذا المنطق مكانا له في عقول وقلوب الأخوة الشيعة والمضللين بوهم الحرب الاستباقية “

وإعتبر الحريري أن “هناك فرق بين أن يخطط لبنان لمواجهة الإرهاب من خلال منظومة وطنية يتولاها الجيش والقوى الشرعية على الاراضي اللبنانية وبين أن تتفرد مجموعة لبنانية مسلحة بإعلان الحرب الاستباقية وخوضها خارج الحدود ضمن منظومة إقليمية ذات وجه مذهبي “

تابع الحريري “هذه المنظومة الإقليمية ذات الوجه المذهبي تبدأ في دمشق وتتصل بخطوط قاسم سليماني في الموصل وصنعاء وعدن وبالمناسبة مازلت عاصفة الحزم، يا عزيزي، شوكة بحلق المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة! “

اضاف “الجيشُ اللبنانيْ يقومُ بدورِهِ على أكملِ وَجهْ، والتجارِبْ من عِرسالْ الى طرابلسْ لا تحتاجْ الى دليلْ ” مشيراً إلى أن هناك “نظرية غريبة عجيبة تدعو الى قيام كيانات أمنية وعسكرية رديفة للجيوش والقوى الرسمية في بلدان المنطقة وذلك على صورة حزب الله في لبنان وعلى صورة الحشد الشعبي في العراق وقوات الدفاع الشعبي في سوريا وانصار الله في اليمن وهكذا دواليك من تجارب على نموذج الحرس الثوري في ايران”

وعن موضوع اتفاقِ الطائفْ ودورِ المؤسساتِ الدستوريةْ قال الحريري “إتفاقُ الطائفْ يُظْلَمْ عندما يَجري الحديثْ عنْ إلغاءِ الطائفيةْ السياسيةْ ويُظْلَمْ عندما يَجري الحديثْ عنِ الانتخاباتِ النيابيةْ وَيُظْلَمْ عندما نَتَحدَّثْ عنِ اللامركزيةْ لكن الظُّلمَ الأكبرْ على اتفاقِ الطائف يَقَعْ عندما نتحدثْ عن حصريةِ السلاحْ “

اضاف ” سَمِعْنا قبلَ فترةْ كلاماً عن المثالثةْ كبديلٍ لاتفاقِ الطائفْ وللمناصفةْ بينَ المسلمينَ والمسيحيينْ ثم سمِعْنا كلاماً يُطالِبُ بِعَقْدِ مؤتمرٍ تأسيسيْ، يَطويْ مرحلةَ الطائفْ ويبحثُ في اتفاقٍ جديدْ مجهولِ المعالِمْ ” معتبراً أن “هذه الأفكارْ سُحِبَتْ من التداولْ، وعادَ أصحابُها الى القولْ بالتزامِ الطائفْ بكلِ مضامينِهْ واليومْ نسمعُ كلاماً عن الفيدراليةْ، ينطَلِقُ مِنَ التطوراتِ العسكرية في المنطقة والأَحزِمَة الطائفية التي يجري العمل عليها في سوريا والعراق “

تابع الحريري ” أمامَنا خَيارٌ واحِدْ لا ثانيَ لهُ: أَنْ نَتضامَنْ على اعادةِ الاعتبارْ للمؤسساتِ الدستوريةْ، وحمايةِ الفكرةْ التي قامَتْ عليها دولةْ لبنان ” وحسناً فعلَ الرئيسْ تمَّامْ سلامْ بحمايةِ الرّكنِ الأخيرْ في السلطةْ التنفيذيةْ من الوقوعْ في الفراغِ والشَّللْ وهو ما نَتطلَّعْ الى انْ يتكامَلْ مع جهودِ الرئيسْ نبيه بري لتفعيلِ العملِ التشريعيْ في نطاقِ التفاهمِ السياسيْ على الاولوياتْ “

وأكد الحريري أننا “تعاوننا مع التيار الوطنيْ الحرْ على عشراتِ القراراتْ،وما صَدر قرار واحَد بالحكومةْ إلا بالتوافق بين الكتلْ ومن ضمنها كتلة التيار الوطني الحر وصلنا للتعييناتْ الأمنيةْ. نعَمْ صارْ خلاف. خلاف داخل الحكومةْ وفي رأي غالب بالحكومة ورأي واضِح من وزير الدفاع وراي راجح من دولة الرئيس بري إنه في ظل الخلاف، قيادة الجيش تحل في بوقتها في أيلول “

وأكد الحريري أن تيار “المستقبل” يتصدى منذ 10 أعوام لمشاريع تفتيت الدولة وهم أدركوا متأخرين أن الميليشيا ليست من عاداتنا لان الرئيس رفيق الحريري من المستحيل أن يشارك يستطيع أن يشارك في ألعاب الدم بين الأخوة.

وعن موضوع سجن رومية قال الحريري “ما حصل بسجن رومية خطأ كبير ويجب محاسبة المسؤولين ولكن من غير المقبول ان يتحول خطأ لحملة على وزير الداخلية وشعبة المعلومات ” و كانت التفجيرات في طرابلس ومؤامرة سماحة – المملوك ثم اغتيال الشيخ أحمد عبد الواحد في عكار واغتيال وسام الحسن ومحمد شطح في قلب بيروت.

وختم الحريري بالقول ” لا يزايد علينا أحد لا بالدين ولا بالوطنية ولا بالاعتدال ولا بالحرص على اللبنانيين وحقوقهم “