يوم الجمعة الماضي كان حافلاً بالعمليات الإرهابية التي قام بها تنظيم داعش أو التي تحمل بصماته حيث تخطت هذه العمليات منطقة الشرق الأوسط  لتصل إلى أوروبا وتحديداً إلى فرنسا حيث إقتحم شخص الذي يشتبه بتنفيذه الهجوم مصنع للغاز الصناعي قرب ليون في منطقة سان كانتان فالافييه وهو يرفع علم داعش وفجر عددا من قوارير الغاز ، وعثرت الشرطة على رأس مقطوع وعليه كتابات بالعربية معلقاً على سياج قرب المصنع وتبين لاحقا أنّ صاحب هذا الرأس هو مدير شركة كان يعمل فيها المشتبه بتنفيذه الهجوم ويدعى ياسين صالحي الذي تمّ إعتقاله.

وكانت تونس مسرحاً لعملية إرهابية ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى ، وذكرت وسائل إعلام تونسية ومصدر أمني أنّ هجوماً إرهابياً إستهدف فندقين بمدينة سوسة الساحلية وأعلنت وزارة الداخلية التونسية عن سقوط 37 قتيلا جراء الهجوم معظمهم سياح بينهم بريطانيون وألمان وبلجيكيون فيما جرح 36  آخرون .

وأفاد مصدر أمني تونسي بأنّ عنصراً إرهابياً هجم على فندق إمبريال مرحبا بمنطقة القنطاري في سوسة وأطلق النار على المتواجدين من سياح ومصطافين بمساعدة عنصر آخر أ مشيراً إلى أنّه تم قتل مطلق النار.

أما العمل الأكثر إجراماً هو العملية الإرهابية داخل مسجد الإمام الصادق ( ع ) في منطقة الصوابر في الكويت أثناء صلاة الجمعة حيث قام أحد الإرهابيين بتفجير نفسه في الصفوف الخلفية للمصلين وأدى هذا العمل الإجرامي إلى إستشهاد أكثر من 27 ضحية وإضعافهم من الجرحى وقد تبنى داعش هذه العملية.

على أنّ الأخطر من هذه الهجمات الإرهابية هي ردود الفعل الدولية عليها والتي لم تتجاوز حدود الإدانة. علماً بأنه ومنذ عدة شهود توّلت الولايات المتحدة الأميركية قيادة تحالف دولي ضم أكثر من ستين دولة غريبة وعربية لمحاربة داعش والذي تمدد على أكثر من نصف الأراضي في العراق وسوريا وملاحقة كافة الجماعات الإرهابية التي تشبه داعش .

إلا أن عمل هذا التحالف إقتصر على غارات جوية متفرقة تستهدف مواقع ومراكز لتنظيم داعش دون أي تنسيق بينها ممّا يعني أن هذا التحالف يفتقد إلى أيّ برنامج أو مشروع لمكافحة الإرهاب بغية القضاء عليه نهائياً .

ومن البديهي أنّ دول التحالف لا تنقصها الإمكانات المادية والعسكرية والأمنية المطلوبة لهذه المهمة إنما ينقصها القرار الحاسم والواقعي .

والسؤال الطبيعي لماذا لم تتخذ دول التحالف والتي تمثل غالبية المجتمع الدولي قراراً صارماً وحاسماً لضرب الجماعات الإرهابية والقضاء عليها نهائياً والضغط  لتجفيف موارد التمويل لهذه الجماعات؟

سيما وأنّ الدول التي تمول هذه الجماعات معروفة لدى وكالات المخابرات العالمية .

وكذلك فإنّ العناصر التابعة لهذه التنظيمات الإرهابية والتكفيرية هم أشخاص افتقدوا كل حس إنساني وخارجين عن أي مواثيق دولية أو شرائع سماوية أو قوانين أرضية وهم جماعات متفلتة من أيّ قيود إنسانية بل هم يمارسون لعبة الموت ضد الحياة .

لا شكّ أنّ لدى داعش وظيفة لم تنجزها بعد وهي مكلفة بهذه الوظيفة من قبل الدول التي أنتجتها وتمولها ، وبعض هذه الدول يشارك في التحالف ولها علاقة باللاعبين الإقليميين و الدوليين اللاهثين لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديدة .