تمّ الحديث مؤخراً عن توتر قريب ستشهده مدينة طرابلس على الصعيد الأمني ، شيوع هذا الكلام أقلق المدينة وأهلها وأدخلها في حالة من الترقب والتخوف ، الأمر الذي دفع وزير العدل أشرف ريفي لإستدراك الهواجس و التأكيد في حينها أنّ : "ان الاحداث الامنية في طرابلس انتهت الى غير عودة"

إلا أنّ مناخ التخويف لم يتوقف عند هذا الحد بل تتابع وفي سياقه برزت وسائل الإعلام التي أشار عدد منها عن إمكانية اهتزاز الوضع الأمني أو الاستقرار في طرابلس  .

 ما أضاء عليه الإعلام جعل الوزير ريفي يعلق مجدداً (البارحة بالتحديد) ويؤكد أن "طرابلس آمنة كبقية المناطق اللبنانية " ،  كما و عمد إلى قطع الشك وإنهاء التوقعات السوداوية  بقوله أن "طرابلس استفاقت ورمت خلفها الكابوس الأسود إلى غير رجعة".

إلا أنّ كل هذه الطمأنات ، سقطت مساء الأمس في تسريب لمقطعي فيديو وفي إنتشار لا محدود لهما عبر مواقع التواصل الإجتماعي .

المقطعان المصوران يظهران عدد من السجناء وكيف  يتعرضون للتعذيب بطريقة وحشية بعيدة كل البعد عن الإنسانية، وإن كان هوية السجين في أحدهما قد عرفت لبنانية ، غير أنّ هوية من يقوم بفعل التعذيب ظلت موضع إلتباس ، فمنهم من قال القوى الأمنية ومنهم من قالوا "لكنته سورية" ....

عدم الجزم بتحديد شخص المعنف ، كما عدم التعرف على الإنتماء المناطقي للسجناء الذين ظهروا ، لجم الوضع البارحة وكبح النفوس الثائرة ، غير أنّ صباح اليوم أزال الغموض عن المشاهد وأظهر "المستور" ، فتم التأكيد أن ما صوّر في لبنان وفي سجن لبناني  ..

وتمّ التعرف أيضاً على هوية ثلاثة من المساجين فكانوامن عرسال و من طرابلس و عكار ، "عمر الاطرش (عرسال)  - وائل الصمد  (القبة) - قتيبة الاسعد( وادي خالد) " .

الحالة التي ظهر بها المساجين من ذلّ وإحتقار للكرامات ، هيّجت طرابلس وعكار وأدخلتهما في حالة من الغضب ، فما أظهر الفيديو برأي الكثيرين ، فاق الهمجية والوحشية التي مارسها النظام في عهد الوصاية ...

وهنا نتساءل ؟

هل يتفجّر الوضع الأمني في طرابلس إنطلاقاً من هذا المشهد المصوّر ؟

وهل يعود ملف رومية للواجهة ؟!

الساحة الطرابلسية مفتوحة اليوم على كل الإحتمالات ، خاصة وأن أسهم وزير الداخلية خاسرة بالأصل في هذه المدينة ...

فكيف سيبرر المشنوق ما شاهده أهالي طرابلس وعكار وعرسال من تعنيف ؟

وكيف سيعيد الثقة بين المواطن والقوى الأمنية !

ما شاهدناه أكدّ أن السجون اللبنانية سجون وصاية ، وأنه ما من رقيب ولا حسيب ،

 فيوم تتحول الزنزانات لتعنيف "ِشاذ" ولا أخلاقي ، ويوم يصبح الشرطي "بمكانة الرب" ، والسجين "مستعبد" ... يصبح الوطن على بوابة الإنفجار !