كان رأس مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن قبل مقتله، الأغلى على الإطلاق. بصفته المطلوب الأول،على لائحة الولايات المتحدة الأمريكية للإرهاب. إذ بلغ كلفته 25 مليون دولار أمريكي، مكافأة لمن يأتي بالرأس، أو يُساهم باصطياده حياً. لكن الرجل رحل. دون أن يدري أحد، ما إذا كان الواشي، أو الوشاة به، قبضوا المكافأة فعلاً أم لا؟!. على اعتبار أن شفافية "الديمقراطية" الأمريكية، لا تتيح الكشف عن الجوائز ذات النكهة الأمنية. عكس الحال "باللوتو"، أو اليانصيب.

ما ينطبق على بن لادن، ينسحب على خليفته أيمن الظواهري. نفس اللائحة. نفس الدرجة. نفس الجائزة. مع فارق أن العرض لا يزال مستمراً. حيث لم يسقط الرأس المطلوب، برصاص "اغتيال الوشاية" بعد.

"تكفير" أمريكي!

لا غرابة، أن يتقاسم تلامذة "فكر القاعدة" الألداء، أبو بكر البغدادي مرشد داعش، وأبو محمد الجولاني زعيم النصرة، المرتبة الثانية، لناحية الثمن بمبلغ 20 مليون دولار، لكل منهما. فوقها، ادراجهما ضمن قائمة العشرة الأوائل المُبشرين بالتكفير "آخر تحديث"، على طريقة الإدارة الأمريكية، أي الإرهاب.

"التكفيرالأمريكي"، طال أقارب جماعة القاعدة، بالقرب من مسقط رأسها في أفغانستان. حين رصدت واشنطن مبلغ 5 ملايين دولار، ثمناً لرأس زعيم حركة طالبان الباكستانية، بيت الله محسود. قبل أن تُعززها السلطات الباكستانية بمبلغ 615 ألف دولار، مُذيلة بعبارة " حياً أو ميتاً. إضافة إلى مبالغ آخرى متفاوتة، تخص 10 من كبار معاونيه العسكريين.

للأفراد لوائح بالمطلوبين أيضاً!

لا تقتصر لوائح المطلوبين على الدول. إنما تتعداها للأفراد، حيث رصد رجل أعمال أردني مبلغ مليون دولار ، ثمناً لرأس بغدادي داعش. فيما رصد آخر مبلغ 100 ألف دولار، لذات الرأس. إثر إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً.

على ضفة آخرى، إن جاز التعبير. عرض وزير مُسلم، في ولاية هندية مكافأة "بالروبية"، تُعادل، 11.5 مليون دولار، ثمناً لرأس رسام، نشر كاريكاتيراً مُسيئاً للنبي محمد (ص). بينما عرض باكستاني مبلغ 200 ألف دولار، لقاء تصفية صانع الفيلم الأمريكي "المسيء" للرسول.

رأس الأسد الرخيص!

لعل أطرف الجوائز، تلك التي أعلنها داعية سعودي. وهي مبلغ 150 ألف ريال، لمن يأتيه برأس شبيح "سوري"، اقتلع "لحيتي" شيخين بسوريا.

أما أكثرها إثارة، أن رأس بشار الأسد. لم يتجاوز ثمنه 500 ألف دولار، في بورصة الجوائز. رصدها الداعية السعودي علي الربيعي، كزكاة عن أمواله، على ما يبدو.

المُفارقة، أن البازار الأمريكي المفتوح للإرهاب. لم يُدرج بشار الأسد، ضمن لوائحه السوداء. كما فعل مع الرئيس العراقي صدام حسين، لما خصص مبلغ 25 مليون دولار ثمناً لرأسه. رغم أن كليهما استخدم الكيماوي ضد المدنيين. بينما سجل "الأسد" أرقاماً وأساليب غير مسبوقة، بالإبادة الجماعية، والموت تحت التعذيب داخل السجون، وخارجها. يستحق على بعضها براءات اختراع، مثل البراميل المُتفجرة، غاز الكلور، واطلاق سكود، على المدن المأهولة.

ما فعله بشار. لم يفعله أحد، من قادة القاعدة، على الأقل حتى الآن. عدا أنه تحول بالواقع، والممارسة، إلى زعيم لميليشيا طائفية، تُعبر عن أصولية دينية. ارتكبت مجازر مُتنقلة، علناً في وضح النهار. إضافة إلى جرائم التهجير الجماعي، على أساسي ديني مذهبي.

الإرهاب الشيعي "الحلال"!

لم تنتظر واشنطن إذناً، من مجلس الأمن. لتتخذ قراراتها بتصفية من تعتبرهم إرهابيين. حتى دون محاكمات، أو إحالة إلى الجنايات الدولية.

الأنكى، أن لوائح الإرهاب الأمريكية. ما عادت تتسع سوى "للإرهاب السني". إذ أسقط أوباما، على طريقه إلى "الاتفاق النووي" مع طهران، إيران وحزب الله، من الجدول الأمريكي للدول والتنظيمات الإرهابية لعام 2015. ونقلهما إلى خانة القوى، التي تُشكل تهديداً، للمصالح القومية الأمريكية.

سابقاً. لم ترَ واشنطن بفتوى الخميني، القاضية بقتل سلمان رشدي فعلاً "إرهابياُ"، يستوجب وضع اسمه على لائحة الإرهاب.

حالياً. ما يرتكبه أبو بكر داعش حرام. في حين أن فظائع حزب الله، والميلشيا الطائفية متعددة الجنسيات في سوريا، واالحشد الشعبي في العراق. هي " حلال".

المصدر: اورينت