يحاول"حزب الله" أن يخبىء معنويات جنوده الهابطة عبر الإعلام الحربي وعبر الإنتصارات التي يعلنها كل دقيقة والتي هي بالحقيقة لا تعدو كونها إنجازات قليلة بالنسبة للجرود، لكن يبدو أن المعنويات الهابطة ظهرت للعلن بمجرد بدئه بإرسال كوادره إلى المعارك ببذات عسكرية أمثال رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك" والذي ظهر مباشرة بعد أن تم الإعلان عن سقوط 14 عنصرا بحسب بعض الوسائل الإعلامية و9 عناصر بحسب الإعلام الحربي، ثم نتفاجأ بصور وسيلفي لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الجرود مع الععناصر مرتديا أيضا البذة العسكرية.

وعلى ما يبدو أن بعد كل خسارة للحزب يصعد رجلا من رجال "المقاومة"، ليرفع الإحباط من قلوب المقاتلين خصوصا وإن أردنا المقاربة بين الإطلالتين في الجرود لكل منهما نجد أن يزبك ظهر بعد سقوط عدد كبير من العناصر والشيخ قاسم ظهر بالصور بعد الإعلان أيضا عن مقتل ما لا يقل عن 14 عنصرا وعدم قدرة الحزب على انتشالهم وسحبهم.

وانطلاقا من هنا، من يقول أن حزب الله بأحسن حالاته فهو مخطىء إذ أن الأسلوب الذي اعتمده الحزب من الإطلالات الدائمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والبروباغندا الإعلامية في الكلام بالإضافة إلى اللافتات التي ترفع في قلب المعركة والثناء على العناصر بالإضافة إلى "همرجات" الإعلام الحربي، كلها أساليب تؤثر بدرجة كبيرة على نفسية المقاتلين وتعيد إليهم الثقة بعد إحباط عاشوه كما أنها دليل على مدى التعب والتوتر النفسي الذي يحيط بالعناصر ومن يرسل كادرا مقربا إلى هذه الدرجة من الامين العام لحزب الله ويخاطر به في الجرود معناه أن الخسارة كبيرة والجو المشحون بهواجس الإحباط والفشل مسيطر على نفسية المقاتلين.

والجدير بالذكر أنه كلما زادت المعنويات زادت معه نسبة النجاح حيث يصبح تخطي المصاعب هاجسا يلوح في فكر الجندي أو المقاتل. وقد تنبه "حزب الله" لهذا الأمر واستغله جيدا، حيث أن فشل الكثير من الجيوش عبر مر التاريخ، كان سببه المعنويات النفسية الهابطة أو الشعور بأن القائد تخلى عن العسكريين ما يسبب حالة انهيار الأعصاب بين المقاتلين وبالتالي يفقدون حماستهم، لذلك لجأوا إلى هذا الأسلوب من رفع المعنويات وظهر يزبك بالبذة العسكرية، هذا الظهور ليس فقط مجرد استعراض إنما له أبعاد أكبر من ذلك بكثير حيث أن صقل شخصية المقاتل وتشجيعه ليبقى محمسا ومليئا بروح القتال هي الكلمات ومع كل إطلالة لأحد شخصيات كوادر الحزب نسمعهم يهتفون بأقوال "نفتخر بشهدائنا، النصر قادم، أنتم رجال الله"، وهذا الأمر ينطبع في ذهن المقاتلين وربما ما قام به يزبك وقاسم في الجرود هو التصرف على هذا المنوال،

والجدير بالذكر هنا أنه حسب علم النفس، فالنفس البشرية وثقتها بقدراتها تتأثر بالمحيط، لذا خوفا من التضييق النفسي خصوصا في ظل الأحداث المتسارعة وفي ظل تزايد أعداد العناصر التي تسقط ورؤية أصدقائهم لهم وهم يسقطون، كان المخرج والتشجيع بزيارة إلى الجرود.