اليوم تتجه الأنظار إلى ملعب برلين الأولمبي ، لمشاهدة المباراة النهائية المنتظرة في دوري أبطال أوروبا بين برشلونة ويوفنتوس ، لبنان بطبيعته المبنية على الإنقسام وعلى الحماسة المطلقة إتجاه كل الكرات من السياسية إلى الإجتماعية إلى الكرة الملعبية ، ينقسم بالفطرة بين  "برشا" و " ريال" ، أما فريق "يوفنتوس" فحظه  في الجماهيرية اللبنانية قليل ونادر ، غير أن الهدف الملعبي صبَ بمصلحته ، فخروج ريال من الساحة الكروية - ومع أن من اخرجه هو "يوفنتوس" -  جعل الأنظار تتجه إليه ، حيث أن الجمهور المدريدي سيعمد بكيدية الحال ، لتشجيع الفريق الذي أخرج ملوكه من المنافسة وحرمه من الكأس ، هذا التشجيع بأغلبه لن يكون إعجاباً بـ "يوفنتوس" ، بقدر ما هو رغبةً بأن لا يذهب الكأس – الحلم ، لفريق الأسياد أي برشلونة  .

 

التوقعات العامة لهذه المباراة ترجح فوز الأسياد ، فالفريق البرشلوني يعتبر الأوفر حظاً اليوم ، غير أن الكرة الملعبية تخالف التوقعات في كثير من الأحيان ، فبرشا لا يتعامل مع المباراة على أنها محسومة النتيجة ، خصوصاً وان خصمه أثبت جدارة كروية ، وسرق التأهل من فريق الملوك .

 

المباراة تبدأ عند العاشرة إلا ربع ، من يملك بطاقة مشاهدة هذه المباراة في بيته ستجتمع العائلة عنده ، وسينقسم المشجعون بطبيعة اللعبة حول الفريقين ، لتبدأ "التزريكات" عند كل تمريرة ، وكل هدف تسلل ، وكل ضربة ركنية ، وستعلو الأصوات في احتدام وتوتر ، ليقابله صراخ عند تحقيق الهدف المنتظر ، أما من لا يملك صلاحية المشاهدة ، سيذهب للمقاهي والتي تعتبر هذه المباريات موسماً لها ، فتجهز الشاشات الكبيرة لتضج عند بداية المباراة بالوافدين  فتزدحم في الداخل لتمتد الكراسي على الأرصفة .

 

عند هذه الساعة ، فلتسكت كل أبواق السياسة ، فالشعب لا هم له إلا المباراة ، ولتتوقف التصريحات ، فما من سامع وما من مهتم .