واقع جديد بات يفرض نفسه على حياة المواطنين سواء في الضاحية الجنوبية أو الأوزاعي، ألا وهو الواقع الذي يفرضه موسم الصيف من تقنين في الكهرباء، فمنذ حوالي أكثر من أسبوعين بدأ المواطنون يتململون من الساعات القليلة التي يرون فيها نور الكهرباء، وفي وقت ترى شركة الكهرباء أن خمس ساعات كافية لقيام المواطنين بأعمالهم فإن المواطنين وأصحاب المهن يرون فيها ظلما ونقمة.

فالمعاناة واحدة والمتضررين كثر لكن المستفيدين جهة واحدة فقط ألا وهم أصحاب الموتورات والإشتراكات الذين يستغلون موسم الحر لزيادة تعرفة الكهرباء أو لزيادة مدخولهم وأرباحهم، حيث تبلغ قيمة الإشتراك بـ(5A  (في الضاحية أدناها 150 دولارا لترتفع أحيانا إلى 200 ألف ليرة، والجدير بالذكر هنا أن هذا قد لا يكون وليد الصدفة بين التقنين في شركة الكهرباء وبين أصحاب المولدات.

وأما المتضررين فهم كثر في حين يضطر صاحب العمل أن يرفع تكلفة الأسعار على بضائعه سواء إن كانت المنتجات الإستهلاكية لأنها تحتاج إلى البرادات لحفظها أو أصحاب المصانع للحصول على مردود يكفي خصوصا أن المصنع بحاجة إلى أكثر من خمسة أمبير وهنا نروي حادثة حصلت مع إحدى السيدات في منطقة المريجة، تقول:

"كان عندي شي 4 قطع تياب بدهن تقصير وتزبيط، نزلتهن لعند خياطة جنبنا فبدها تاخد مني 50 ألف ولما سألتها ليه هيك كتير" كان الجواب:"بدنا نطلع حق الإشتراك".

وكأن المواطن لا يكفيه معاناته من سعر الإشتراك في منزله لـ"حتى كمان تطلع براسو لما بدو يشتري شي".

هذا التقنين الذي يعادل ما يقارب الـ14 ساعة إلى 16 ساعة يوميا، لم يؤثر فقط على المواطنين وغلاء الأسعار، فصاحب أحد المحال اضطر إلى إقفال باب رزقه لأنه وبكل بساطة لن يستطيع أن يدفع "إيجار المحال،فاتورة الكهرباء،كلفة البضاعة وأخيرا اشتراك المولد".

حالات أخرى كثيرة، تعاني من هذا الوضع المتأزم، فبالإضافة للوضع الأمني الذي يعاني منه المواطنون،جاءت مشكلة التقنين في الكهرباء لتزيد الطين بلة فخفت حركة الإقتصاد وهنا تقول الآنسة مريم التي تعمل في استهلاكية:"راتبي 600 ألف شو بدو يكفي بلا ما روح إشتري شي بحاجي إلو بشيل المعاش لإدفع اشتراك وكهربا وماي كمان" وتضيف :"وأصلا كمان صاحب التعاونية عم يعاني لما ما بتجي الكهرباء وبيكون الموتور واقف عم تفسد البضاعة".

وللإستفسار عن أسباب هذا التقنين المعتمد والذي يؤدي للكثير من الخسائر، أجرى "موقع لبنان الجديد" اتصالا هاتفيا مع المسؤولة الإعلامية لشركة كهرباء لبنان ماري طوق عن سبب هذا التقنين كانت الإجابة أنه"عدم وجود طاقة كافية لتوزيع الكهرباء هو السبب" وأكدت أن "جميع المناطق تعاني من هذا التقنين لكن ما عدا بيروت الإدارية والتي لديها توصية من مجلس الوزراء كما هو معروف"، وطمأنت طوق اللبنانيين بما أنهم على أبواب شهر رمضان المبارك بـ "أنه سيكون هناك تدابير إضافية لتوفير الكهرباء للجميع خصوصا أثناء فترات الإفطار والسحور"

 

وكان للمواطنين رأيهم في ذلك :"انشالله يكونوا صادقين"-"بكرة بالصيف قد ما بيصير في سرقات وتعليقات عالخطوط إذا بدها تجي ساعة بنشوفها دقيقة للكهربا"

ونحن بدورنا نقول:"حسبنا الله على هيك وضع"