تعلم المجموعات المسلحة جيداً أن جرود القلمون لن تكون مصيفاً هادئاً لها، وبات من المؤكد أنها تتحضر كحال القوى الأخرى المقابلة لها لمعركة يتوقّع أن تكون أكثر المعارك شراسة ضد "حزب الله".

 

فالمعركة مصيرية للطرفين وللجيش اللبناني الذي لن يتهاون إذا قررت المجموعات المسلحة أن تتقدم نحو القرى اللبنانية الحدودية ونقل المعركة إليها، وهو ما يقابله أيضاً عزم مقاتلي "حزب الله" على دحر المسلحين من جرود القلمون خصوصاً بعد تحضيراته من ناحية العتاد العسكري لبدء مواجهة عسكرية قريبة قد تكون شبه حتمية في حال وقف المفاوضات لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين لدى المسلحين، وخصوصاً مع تسارع وتيرة المفاوضات، على نقيض ما كان يحصل سابقاً، إذ علمت "النهار" أنه يتردد حديث عن امكان تسليم المسلحين جثماني الشهيدين العسكريين علي معروف حمية وعباس علي مدلج في وقت قريب.

 

مقاتلو "داعش" و"النصرة" وجهوا رسالة عبر هجوم استباقي مفاجئ على مركز عسكري للحزب في محلة الجبة في جرود القلمون، وقد تمكن "حزب الله" من صد الهجوم، وأوقع 17 قتيلاً وجرح عدداً آخر، بينما سقط عدد من الجرحى للحزب. وعلمت "النهار" أنه على الأثر أبلغت "النصرة" الحكومة اللبنانية عبر وسيط الجيش اللبناني أنه إذا استمر قصف جرود عرسال، فإن الأخيرة ستقوم بتصفية العسكريين واحداً تلو الآخر.

 

كما علمت "النهار" أن مسؤول مجموعة من المسلحين من آل حمود من بلدة حوش عرب يعرف بـ"المهلهل"، قتل صباح أمس خلال اشتباكات الجبة بين مقاتلي "حزب الله" والمسلحين.