نعم أنا مذنب، وغلطتي كبيرة جداً، ولا أغفر لنفسي أنني فُخّخت بهذه الطريقة، وعندما قرأت الملفات لمت نفسي كثيراً.
هكذا اعترف ميشال  سماحة خلال المحاكمة في الإتهامات الموجهة إليه واتضح أنه لم يكن تلك الضحية التي صورتها منظومة الممانعة الإعلامية والسياسية ولم يكن كما صورته مؤسسات حزب الله الإعلامية .
عندما أوقف ميشال سماحة على خلفية اتهامه بنقل المتفجرات قامت قيامة الممانعين واعتبر توقيفه اعتداء على خط المقاومة ونهج المقاومة وتم تصوير عملية توقيفه بالاعتداء الآثم على رمز من الرموز المؤيدة للمقاومة وسعت وسائل إعلام الممانعة إلى الدفاع عن سماحة بشتى الأساليب والمرافعات السياسية والإعلامية إلا أن اليوم لا يشبه الأمس فقد قرر سماحة أن يعترف " نعم أنا مذنب وغلطتي كبيرة جدا " عبارة ستكون اليوم برسم إعلام المقاومة وكل من دافع عن سماحة وأدان توقيفه .
وقائع كثيرة سردها سماحة في اعترافاته من شأنها أن تؤكد تورط النظام السوري في محاولة تفجير الأوضاع الامنية في لبنان وإن العناية الإلهية وفطنة الأجهزة الامنية أنقذت لبنان من الإنهيار الأمني الكامل الذي كان النظام السوري يخطط له .
إن هذه الإعترافات وعلى خطورتها  لا يمكن المرور عليها مرور الكرام فإن كل من دافع عن سماحة يجب أن يكون هو أيضا متهما أو مساهما في تغطية الجريمة بدءا من حزب الله نفسه مرورا بوسائله الإعلامية وصولا الى الممانعين الصغار الذي وضعوا أنفسهم يومذاك وكلاء الدفاع عن سماحة والنظام السوري .
إن الوقائع التي أشار إليها سماحة يترتب عليها إدانة واضحة للنظام السوري في جر لبنان إلى فتنة مذهبية وطائفية ولو قدر لهذه الفتنة أن تنجح لأدخلت لبنان في حرب لا يعرف أحد كيف ستنتهي  .
لذا فإن على الممانعين على رأسهم حزب الله تبرير وقوفهم الى جانب سماحة كما أن عليهم اتخاذ مواقف تتلائم مع المستجدات بعد اعترافات سماحة خصوصا المواقف المتعلقة بالنظام السوري .
ومن الناحية الرسمية وعلى ضوء هذه الاعترافات أيضا فإن الموقف الرسمي يجب أن يكون أكثر صلابة في التعامل مع النظام السوري الحالي واعتباره بناء على هذه الاعترافات نظاما معاديا للبنان .