الحرس الثوري الايراني الذي تولى عملية التأهيل لقادة حزب الله لقيادة مسيرة الحزب في سياق مشروع المقاومة الإسلامية مستخدما واقع الاحتلال الإسرائيلي لمناطق من الجنوب اللبناني كمبرر لإطلاق عمليات عسكرية ضد مواقع لهذا الاحتلال حيث كان يتم توقيت هذه العمليات تماهيا مع العلاقات المأزومة بين ايران وجيرانها الاقليميين وفي صراعها مع المجتمع الدولي الذي كان يعلو حينا ويخفت أحيانا أخرى على ضوء المصالح التي كانت إيران تسعى إلى تحقيقها في ظل غياب عربي كامل عن المسرح السياسي بعد التهاون في قضية العرب الأولى وتحويل الأنظار عن مسألة تحرير القدس وتراجع العرب عن مشروع الصراع مع إسرائيل.

كذلك فإن الحرس الثوري سعى إلى استنساخ حالة حزب الله اللبنانية في اليمن من خلال أنصار الله وهو الإطار السياسي للحوثيين وعلى ان يكون نسخة طبق الأصل عن حزب الله مستغلا ظروف الحرب المشتعلة في اليمن بعدما أصيب بداء الربيع العربي وتنازل الرئيس السابق علي عبدالله صالح مكرها عن كرسي الرئاسة تحت ضغط الشارع وتنفيذا للمبادرة الخليجية وصولا إلى عاصفة الحزم التي كانت مفاجأة بكل المقاييس لإيران ولحزب الله في لبنان.

وفي المعلومات ان السيد حسن نصرالله هو من أشرف شخصيا على الملف اليمني بتكليف من قائد الحرس الثوري الايراني. وكذلك فإن مخطط إسقاط صنعاء والسيطرة عليها وعلى القصر الجمهورى والمراكز الحكومية السيادية في

العاصمة تم الترتيب له في بيروت وليس في صعدة وتحت نظر السيد حسن وخبراء ايرانيين غالبيتهم من الحرس الثوري إذ ان حزب الله كان يتولى عملية تدريب حوثيين في الضاحية الجنوبية ويحتض شخصيات مؤيدة للرئيس المخلوع صالح ومن القيادات الحوثية ممن يجمعهم العداء للمملكة العربية السعودية.

وتشير المعلومات إلى أن كل الخطط التي أشرف عليها السيد نصرالله بشأن اليمن كانت تستهدف السيطرة عليه عبر فرض سياسة الأمر الواقع من خلال دعم إيران لأنصار ألله بالخطط والمعلومات والتغطية الاعلامية وتوفير السلاح والمال وزيادة حركة الملاحة الجوية بين صنعاء وطهران من جهة وصنعاء وبيروت من جهة أخرى تمهيدا لوصول إيران إلى باب المندب ووضع اليد عليه وتطويق السعودية من خاصرتها الجنوبيه.

وفي موازاة ذلك فإن الإدارة الأميركية تبنت سياسة غض الطرف في الملف اليمني مع قدرة الحوثيين على امتلاك القوة لمواجهة تنظيم القاعدة هناك بعد التأكد من متانة التحالف الذي يجمع علي عبدالله صالح مع الحوثيين في ظل وجود رئيس ضعيف ومسلوب القرار وهو عبد ربه منصور هادي الذي لم يقدم غير التنازلات والانكفاء وعدم اتخاذ قرارات صعبة لحماية اليمن من التدخلات الخارجية وذلك يعود لعدم امتلاكه لقرار المؤسسة العسكرية التي كانت لا تزال على ولائها للرئيس المخلوع صالح.

ومن الواضح ان التمدد الحوثي الإيراني يعود إلى تراجع الدور السعودي وانكماشه والبعد عن الملف اليمني خلال السنوات الماضية مما مهد الطريق لإيران للحضور بكثافة وفاعلية عبر الدعم العسكري والمالي للحوثيين وكسب حلفاء آخرين من الأطراف اليمنية مستفيدة من إختلاف المواقف بين السعودية وبعض التيارات اليمنية بعد ثورات الربيع العربي.

من هنا كانت عاصفة الحزم مفاجأة مربكة لإيران ولحزب الله وشكلت صدمة غير محسوبة وغير متوقعه وبالتالي فإن التحالف العربي الذي أنتج القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع والقاضي بتحجيم دور الحوثيين وسحب ميليشياتهم وتسليم أسلحتهم إلى الشرعية الممثلة بالرئيس منصور كان بمثابة ضربة موجعة لإيران ولحزب الله ما استوجبت حدة في خطابات السيد علي الخامنئي والسيد حسن نصرالله ورفع مستوى الهجوم على السعودية التي تقود عملية عاصفة الحزم وخصوصا الخطاب الأخير للسيد نصرالله خلال المهرجان الذي خصص لدعم اليمن حيث نبش قبور جدود آل سعود.