ما زال الزعماء يدقون ناقوس الخطر ويدعون الخوف من الحرب المذهبية ، ولكنهم جاهلون أو ربما يتجاهلون أن هذه الحرب بدأت فعلا على مواقع التواصل الاجتماعي .
فمستوى الخطاب السياسي الفتنوي فرض حضوره ، وانعكس كلاما مذهبياً وتلاسناً طائفياً على المواقع الالكترونية .
فحينما نتصفح شبكات التواصل الاجتماعي يلفتنا كم الصفحات المذهبية المبينة على الفتنة وعلى رفض الآخر .
ومن الصفحات الساخرة نذكر صفحة :
• الخليفة أبي بكر البغدادي
https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%87-%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D8%A8%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A/1437527963151038?sk=timeline
وتعريفها :(صفحه تحشيشية على فتاوي السلفية ..انطي لايك او معليك)
• صفحة أم البراء
https://www.facebook.com/pages/%D8%AF-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1/914817271885448
وتعريفها (عورة ناقصة عقل ودين وحلوى مغطاة لزوجي ابو بروءة)
• إن هذه الصفحات وغيرها تقوم على السخرية من السنة والسلفية على طريقة ( كن منهم واسخر منهم ) ، حيث أن هذه الصفحات أعطيت الهوية السنية للسخرية من السنة والنقاب وسائر المقدسات .
في مضمار آخر ، نجد صفحات تسب على الشيعة وتسخر من السيد ومن الحزب دون أي انضباط .
منها :
• جند الفاروق لبيان كفر الشيعة المارقون
https://www.facebook.com/Alfarokomar2/info
وتعريفها (الشيعة دين آخر غير دين الاسلام )
• حملة أبناء عائشة - رضي الله عنها -
https://www.facebook.com/abna2.3a2sha
هذا على صعيد الصفحات ، أما على صعيد التعليقات فالأمر (تعتير) فمستوى الحوار أبسطه توصيف (أبناء المتعة ) و ( أبناء جهاد النكاح) ، هذه أقل الشتائم التي تحويها التعليقات من ناحية السنة والشيعة أم على مستوى الإسلام المسيحي فنرى تهجم جائر على الأنبياء وعدم احترم للمقدسات وظهور لحقيقة الطائفية التي أنجبتها السياسة المتزعزعة .
من يراقب ؟ الرقيب غير حاضر الكترونياً ، مع أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأشخاص يبثون الفتنة والطائفية من صفحات وهمية فلا الأسماء حقيقي وربما لا الانتماء حتى وكما يقال (دود الخل منه وفيه ) .
لتظل هذه الصفحات العامة وغيرها من الصفحات الشخصية محورها إشعال المذهبية وتحقير الآخر .
وقد يذهب بنا التحليل لاحتمال وقوف جهات استخبارية هدفها نشر التوتر والشحن الطائفي وراء هذه الصفحات ، فكما بدأت الثورات من فيسبوك وتويتر ، لا نستبعد أن يكون هناك مخطط ما لبدأ حرب من هذه المواقع ، فتكون حرباً سنية شيعية من جهة ، وحرباً اسلامية مسيحية من جهة أخرى (على صعيد العالم العربي وليس لبنان فقط ) .
وللأسف الكترونياً قد بدأت وبقوة .
من ناحية أخرى وبعيداً عن المخططات ، أصبحت هذه المواقع متنفس للكبت الطائفي ، فالجهل والتوتر الطائفي الذي لا جرأة لهم على التصريح به واقعاً ، ها هم يصرحون به خلف شاشة تحت أسماء وهمية و حقيقية في ظل عدم المحاسبة .
وفي ظل هذه الثورة الطائفية المخيفة والجاهلة ، أصبح يندر علينا ان نجد منشوراً ينقد أحد الأطراف سياسياً ، إلا وهاجمته تعليقات سوبر مذهبية !
لذا ، لا داعي الخوف من فتنة فالسياسة في لبنان وسائر الدول العربية أيقظتها فعلاً وها هي بدأت بين تويتر وفيسبوك على مستوى العرب ككل وليس على مستوى لبنان فقط ، فهل ينقلب الخريف العربي حروباً أهلية متفرقة ؟؟؟
لا نستبعد ذلك ما دام الجهل هو الحكم .