ليوم الجمعة قدسيته عند المسلمين ، غير أن منابره ما عادت تعبر عن وجع المؤمن ولا عن واقعه ، فخطابات الجمعة الدينية باتت واقفة في زمن معين ، زمن قريش ، تتلو للمصلين قصص وروايات الأجداد بهدف العظة ، ولا تتوقف عند ما يعاتيه الإنسان الآن ، ولان المصلي ضاق ذرعاً بإنتصارات الماضي كتب أحدهم على الفيسبوك :

 (ما هو موضوع خطبة الجمعه اليوم ..

هل سنبقى في معركة بدر التي ما زال المشايخ يخطبون عنها منذ ان صعدوا الى المنابر ..

متى سيحاكون في خطبهم مشاكل الناس : بطاله عنوسه فقر انحراف اخلاقي .........

جمعه مباركه لكم جميعا ....... )

 

في ناحية أخرى معظم خطب هذا اليوم التي خرجت من التاريخ أصبحت مسيسة ، ليصبح الخطيب (تابعاً سياسي ) يخلط الدين بما يناسب زعيمه .

واقع مر لكنه حقيقي فماذا عن رأي الشرع ؟ وما الهدف من خطب يوم الجمعة ؟

 

ففي اتصال مع الشيخ عباس حايك وسؤاله عن هذا الموضوع وعن الخطب الدينية والمنابر التي لا تهتم بقضايا المجتمع ولا بهمومه ، قال الشيخ عباس : ليست وظيفة رجل الدين بالأصل أن تكون عبر المسجد او المعبد وتخاطب أهل السماء بعيداً عن أهل الأرض ، لأن وظيفته هي التصاقه بالأرض مع الناس ومن حقه إرشاد الناس والمجتمع إلى ما هو يفيد فليس دوره فقط أن يكون في عالم الغيبيات بل أن يكون مرتبط بوضع الناس وحياة الناس ومجتمعهم وما يترتب عليه من تلاقي لكل مجتمعات الأرض .

 

وفي سؤال الشيخ عباس عن واقع التبعية السياسية لبعض رجال الدين والمساجد ، أجابنا : هذا ما استغلته الحركات و الأحزاب الدينية ، فدعوة رجل الدين في الأصل هي دعوة هداية وإرشاد كما فعلها الأنبياء والصالحون في التاريخ ، الأنبياء والمصلحون في التاريخ كانت وظيفتهم الدعوة إلى الحكمة والموعظة الحسنة وما يترتب عليه من هداية وإرشاد وأخلاق ، ولكن بعد غياب هذه الجوهرة من دعوة المصلحين وخاصة بعد وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، أصبح في المجتمع الإسلامي الهدف من إنشاء الحركات الإسلامية والأحزاب الإسلامية العبور إلى السلطة فأصبحت هذه المنابر كأنها سكة قطار إلى مشروعهم السياسي عبر المساجد والمعابد والهيئات الدينية من أجل النفوذ والسيطرة بإسم الدين وبإسم الإسلام ، لتصبح الغاية السلطة والنفوذ والتحكم في رقاب الناس عبر السلطة السياسية والأحزاب الدينية .

 

وعن التوصيف الذي يعطى لمن يتحدث سياسة تحت راية الدين ؟

قال الشيخ عباس حايك ، هذا مبدأ مرفوض لأن القرآن الكريم يشير إلى أن دعوة النبي هي دعوة إنسانية أخلاقية لا دعوة دينية سياسية ، ويضيف الشيخ عباس أنه كرجل دين يعتبر أن الذين يستغلون هذه المناصب وهذه المنابر وهذه المساجد تحت هذا الشعار هم ليسوا من الإسلام ولا يمتوا للدعوة الإسلامية بشيء ،  لأن الغاية من الإسلام ومن الدعوة الإسلامية هي غاية محبة وتلاقي بين الناس وليس من أجل النفوذ والسيطرة على رقاب الناس بإسم الدين ، و للأسف هذا ما نعيشه اليوم في كل الحركات الإسلامية .

 

 

أما الشيخ بلال مواس وفي سؤاله عن هذا الأمر ، فقد قال أنه في الجانب الإسلامي هناك شقين ينقسم إليهم الدين الامور التعبدية والأمور الحياتية .

الأمور التعبدية أساس الدين وهي ثابتة منذ تاريخ بدء الدعوة الإسلامية وليوم الدين، لا تتغير ولا تتبدل متل تحريم السرقة والخمر متل فروض الصلاة وأركان الصوم إلخ (هيدول مش معقول يكون حرام من زمن وفجأة يصيروا حلال تحت حجة ما) أما الأمور حياتية قابلة للتعديل والتغيير باختلاف الأزمنة والأمكنة وهاد بيندرج تحت فقه إسمه الواقع أو الفقه المعاصر .

 

أما عن سبب التكرار  فقد قال ؟

تكرارهم للاستفادة منهم ولأن البعض يحاول أن يزينهم بأسماء جميلة مثل الخمر صار إسمه مشروبات روحية (فحتى الانسان الذي ينشأ على أن الخمر محرم، معه معه بيتعود على إسم المشروبات الروحية وبعقله الباطني أنو هالشي غير الخمر المحرم ) مثل الربا صار إسمها فائدة مثل الزنا صار إسمه علاقات بإسم الحب وما شابه .

 

وعن الاهتمام بالأمور الحياتية قال  ؟

(من واجب الداعية أنو يحكي عن الأمور الحياتية ، ممكن يربطها بقصص صارت أيام الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم ويفرجينا كيف تصرفوا مع هكذا أمور حتى نتأسى فيهم ونقلدهم مش بس يحكيلنا ما جرى من دون ما ناخد أي فائدة منها لاحاضر لمن لا تاريخ له ولكن مش يعيش بالماضي ما بيكفي نتمجد بأجدادنا وبانتصاراته  في مشايخ كتير بيحكوا أِيا تاريخية فقط للقصة والرواية وفي مشايخ بيحكوا بس عن الحاضر والواقع

وبرأيي ال2 عندهم نقص مش شرط يكون حديثهم مقسوم نصفين متساويين بين الماضي والحاضر بس عالقليلة يربط بين ما كان وما نحن عليه اليوم وهالربط بيكون حصرا للاستفادة وأخذ العبر مما كان .)

 

 

أما عن الخطب السياسية ؟؟

فقد قال الشيخ بلال : أن يتحدث بالسياسة أمر وأن يكون طرفاً سياسي أمر آخر فالإسلام دين شامل لجميع نواحي الحياة وواجبه أن يهتم بما يجري اليوم وينبه الناس لما هو صواب وما هو خطأ ، ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم أين الصواب وأين الخطأ إلا من خلال أشياء وثوابت معروفة جداً .

 

 

وعن موقف الدين من المنابر ذات الموقف أو التبعية السياسة ؟

قال : التبعية السياسية شيء والموقف السياسي شيء آخر طبعا نحن ضد اي تبعية غير التبعية الدينية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الموقف السياسي مطلوب ضمن الحدود والأطر التي يحتاج اليها مجتمعنا في هذا الوقت .

 

وعن توصيف هذه المنابر التابعة ؟

 قال : (انت قلتيها منابر تابعة) والمنبر لازم يكون منبر رسول الله تبعيته لله ولرسوله فقط .