اقترب الربيع، وبدأ الثلج بالذوبان، ومعه المخاوف من إندلاع معارك حدودية بين الجيش اللبناني والجماعات المتطرفة في جرود البقاع والمناطق اللبنانية المتاخمة للسلسلة الشرقية، فيما الواقع الميداني القلمون يتطور في إتجاهات أخرى، مع انحسار نفوذ تنظيم "داعش" في القلمون، وعودة الجيش السوري الحر إلى المشهد العسكري، ومعاودة جبهة "النصرة" عملياتها العسكرية، بتنسيق تام مع الحرّ بغية تحرير بعض القرى القلمونية.

وتشير مصادر مطلعة عبر "المدن" إلى أن جبهة "النصرة" كثفت نشاطها العسكري ضد مواقع "حزب الله" والجيش السوري، وسيطرت على تلال مشرفة على بلدة فليطا بعد ضربات متتالية على أكثر من خمس مراكز لـ"حزب الله هناك"، حقق عبرها مقاتلو "النصرة" تقدماً باتجاه فليطا البلدة، بعد تكبيد عناصر الحزب والنظام خسائر كبيرة بالعديد والعتاد.

ووفق ما تؤكد مصادر "المدن" فإن هذه العمليات العسكرية باتجاه القرى القلمونية بدأت من هذه التلال باتجاه مراكز الحزب والدفاع الوطني، ما مكّنهم من التقدم باتجاه البلدة، بعد قصف عنيف، ومركز، بأسلحة وصواريخ متطورة، ما دفع بقوات "حزب الله" إلى مغادرة البلدة باتجاه  بلدتي الجريجير ورأس المعرة.

وتشير مصادر "المدن" إلى أن مجموعات مسلحة من "النصرة" تحاصر بلدة الجريجير، حيث تدور معارك عنيفة على تلك الجبهات، فيما يقوم الجيش السوري بقصف هذه المناطق بشكل عنيف بالمدفعية والبراميل المتفجرة.

"حزب الله" الذي بدا متراجعاً على وقع التقدم الأخير، يبدو أنه يعد العدة لشن هجمات مضادة، إذ تشير مصادر"المدن" إلى أن حزب الله يعتزم شن هجوم مضاد على المناطق والنقاط التي خسرها بغية استعادتها، ويحشد في سبيل ذلك.

من جهة اخرى يقود الجيش السوري الحر معارك في منطقتي عسال الورد والجبة ضد مواقع الحزب والنظام، ووفق ما تؤكد مصادر "المدن" فإن الحر حصل على غنائم عسكرية كبيرة، من تنظيم الدولة بعد حال التضعضع الذي ضرب صفوف التنظيم، ما مكن الجيش الحر من إستعادة قواه.

هذه الأحداث، قد ترخي بظلال إيجابية على المناطق الحدودية اللبنانية، لا سيما أن زخم القوة العسكرية للمجموعات المسلحة سيتوجه صوب المناطق السورية لا اللبنانية، اذ أن ثقل المعركة سيكون هناك.

وتؤكد مصادر "المدن" القلمونية أن أياً من المجموعات الممسكة بزمام الأمور على الأرض لن يكون لديها اي هدف في الداخل اللبناني، خصوصاً مع انحسار وجود تنظيم "داعش"، وانخفاض عدد المسلحين المنضوين فيه، وتشدد المصادر أن من كان يشكل تهديداً للأراضي اللبنانية هو "داعش"، أما الآن فإن الخطر زال، و"داعش" لم يعد سوى فقاعات اعلامية وكلامية. 

 

 

ربيع حداد