تحتفل الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه الايام بالذكرى السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني في شباط 1979.

وبالتزامن مع الاحتفالات بذكرى الثورة الاسلامية تتكثف المفاوضات الاميركية – الايرانية تحضيرا للاتفاق النووي الايراني – الدولي.

وقد برزت عدة اشارات تؤكد ان حتمال توقيع الاتفاق النووي اصبح قويا ومنها التصريحات التي اطلقها الامام الخامنيء امس والتي اكد فيها القبول باتفاق وسط يضمن مصالح ايران، وقد يكون صحيحا ان السيد خامنيء اوضح ان عدم الاتفاق افضل من اتفاق سيء، لكن الاشارة الاهم في تصريحات السيد خامنيء الاشارة لامكانية القبول الايراني باتفاق وسط مما يعني تقديم بعض التنازلات الايرانية على صعيد الملف النووي.

ومع انه لا يمكن الجزم بشكل كامل حول امكانية التوقيع على الاتفاق النووي الايراني – الاميركي قريبا جدا، فان هناك عدة مؤشرات ومعطيات تؤكد على ان الاتجاه لتوقيع الاتفاق اصبح قويا وان الاميركيين والايرانيين يعملون من اجل معالجة بعض العقبات التي تحول دون توقيع الاتفاق.

لكن الشيء المهم على هامش العمل لتوقيع الاتفاق ان العلاقات الاميركية – الايرانية تشهد هذه الايام مرحلة جديدة من التواصل واللقاءات الثنائية وخصوصا ما بين وزيري الخارجية محمد جواد ظريف وجون كيري.

وقد استفزت صورة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري وهو يتمشى في شوارع فيينا بعض الاوساط الايرانية، لكن السيد علي خامنيء اعلن امس دعمه الكامل والقوي للوفد الايراني المفاوض، مما يؤكد ان ما يقوم به ظريف يحظى بدعم كامل من خامنيء.

وقد سبق للسيد خامنيء ان وصف المفاوضات الايرانية – الدولية حول الملف النووي بلعبة المصارعة الحرة والتي تحتاج الى المرونة في بعض الاحيان وان المرونة لا تعني الضعف.

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة ان الاجواء الايجابية بين الاميركيين والايرانيين قوية وان من مصلحة البلدين توقيع الاتفاق النووي لكن هناك بعض العقبات تعيق التوقيع حاليا، وفي حال تم تذليل هذه العقبات في الاسابيع المقبلة والتوصل الى اتفاق نووي ومن ثم الذهاب نحو مفاوضات اخرى من اجل الاتفاق على قضايا المنطقة ، تكون ايران واميركا قد دخلتا عصرا وعهدا جديدين بعد سنوات طويلة من الصراع السياسي والعسكري والامني، مع الاشارة الى انه حصلت بعض التقاطعات الميدانية بين البلدين في اكثر من ملف خلال السنوات العشر الاخيرة.

اذن تحتفل الثورة الاسلامية الايرانية بالذكرى السادسة والثلاثين لانتصارها في حين ان العالم والمنطقة يشهدان مرحلة جديدة قد تغير كل المعادلات القائمة في المنطقة وعلينا الانتظار قليلا لنعرف الى اين تتجه الاوضاع.

قاسم قصير