ليس جديدا بلوغ تنظيم داعش هذا المستوى من الإجرام والبشاعة في القتل. فالمبالغة في التوحش هي إحدى الاستراتيجيات ألتي يستخدمها هذا التنظيم لزرع الرعب والهلع في قلوب من يعتبرهم أعدائه . وأي شكل من أشكال البربرية والإجرام يمكن ان يخطر في البال او لا يخطر ومهما بلغ مستوى الهمجية في إختيار وسيلة الإعدام لهذا التنظيم في حق رهائنه فإنه لم يعد يشكل مفاجأة للمجتمع الدولي سوى التفنن في القتل بدم بارد وابتكار أساليب جديدة غير مسبوقة في تاريخ البشرية حتى في العصور الحجرية.
فمن القتل الجماعي بإطلاق الرصاص على رؤوس الضحايا من الخلف والمرمية في حفر وعلى أرض جرداء خالية من معالم الحياة إلى الذبح بالخناجر والسكاكين إلى ردم الرهائن وهم احياء في خنادق أعدت لهذه الغاية أو القائها من اماكن شاهقة إلى الجريمة الموصوفة الأخيرة باقدام عناصر من هذا التنظيم الإرهابي على العمل الوحشي بإعدام الرهينة الأردني الطيار معاذ الكساسبة من خلال احراقه حيا حيث ظهر في شريط فيديو تناقلته مواقع على شبكة الانترنيت مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباسا برتقاليا وهو محتجز في قفص كبير أسود قبل أن يقوم رجل ملثم بلباس عسكري قدم على أنه أحد أمراء هذه الجماعات باضرام النار بمادة سائلة هي على الأرجح من الوقود حيث انتقلت النيران بسرعة إلى داخل القفص واشتغل الرجل في ثوان بعدما تخبط ثم سقط أرضا على ركبتيه قبل ان يهوي متفحما وسط كتلة من اللهيب. ثم تتحرك بعدها جرافة كبيرة فترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص فتنطفىء النار ويتحطم القفص ولا يشاهد أي أثر لجثة الرجل.
وإثر تداول هذا الشريط انهالت ردود الفعل ألتي لا تسمن ولا تغني حيث بقيت بحدود الاستنكار والتهديد والوعيد بردود مزلزلة او الرد بالانتقام بإعدام مساجين تنتمي إلى هذه الجماعات الإرهابية ومنهم العراقية ساجدة الريشاوي.
إلا أن الرد الحقيقي على هذا المسلسل من الوحشية والاجرام هو بالعمل على استئصال هذه الظاهرة الغريبه عن المجتمع البشري والإنساني والقضاء نهائيا على عناصر هذه الجماعات الإرهابية وذلك من خلال اعتماد استراتيجية دولية واقليمية تتضافر فيها الجهود وترتكز على ثلاثة جوانب.
أولا الجانب الفكري حيث يتولى علماء الدين إصدار الفتاوى بتكفير هؤلاء ووجوب محاربتهم والقضاء عليهم.
ثانيا الجانب الأمني وذلك من خلال تعاون الأجهزة الأمنية في كافة الدول المعنية على جمع معلومات عن امكانيات هذه التنظيمات وأماكن تواجدها واعدادها وقدراتها العسكرية ليسهل ضربها.
وأخيرا الجانب العسكري بحيث يتم تشكيل تحالف دولي حقيقي وتشارك فيه الدول المتضررة بشكل مباشر من هذه الجماعات بجيوشها وبكافة إمكانياتها العسكرية واللوجستية لمحاربة هذه الجماعات باعتماد كافة الوسائل الجوية والبرية ليتم إضعافها وبالتالي سحقها في مدى زمني قصير لا يتعدى الشهور لاراحة العالم من شرورها .