زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية للقيام بواجب العزاء بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها دلالات سياسية وقد تؤشر لمرحلة جديدة من العلاقات الأميركية السعوديه التي شابها بعض الفتور نتيجة الاختلافات بين الطرفين حول العديد من الملفات الحساسة في منطقة الشرق الاوسط.

ولعل أبرزها الملف النووى الإيراني والملف السوري والملف اليمني. وقد تؤشر هذه الزيارة إلى مرحلة جديدة من العلاقات بينهما تسودها أجواء أكثر إيجابية وتؤسس تفاهمات خالية من الشوائب والمناكفات. وما يعطي هذه الزيارة أهمية بالغة جملة وقائع رافقتها وأهمها.
أولا... أن الرئيس الأميركي قطع زيارته للهند التي كانت ستستغرق ثلاثة أيام وتوجه إلى الرياض على رأس وفد كبير يضم ثلاثين عضوا من كبار المسؤولين المخضرمين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري منهم وزير الخارجيه ومدير وكالة المخابرات المركزية إضافة إلى سوزان رايس وليس موناكو مستشارتي أوباما.
ثانيا.... الإستقبال الرسمي والحفاوة التي لقيها الرئيس الأميركي والوفد المرافق في المملكة من جانب الملك والأمراء حيث كان العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز وكبار الأمراء والمسؤولين السعوديين في استقبال أوباما وزوجته ميشيل وكان من بين المستقبلين ولي العهد الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير النفط علي النعيمي.
ثالثا...... القمة التي عقدت بين الرئيس الأميركي والعاهل السعودي الجديد. وقد صرح مسؤول في إدارة أوباما أن الرئيس الأميركي أبلغ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ان الوفد الأميركي غير الحزبي يظهر مدى أهمية العلاقات الأميركية السعوديه وأضاف أن الرئيس الأميركي وخادم الحرمين الشريفين بحثا قضايا اليمن وايران. وتحدثا عن الطاقة واستقرار سوق النفط وعن الملف النووى الإيراني. وقد أقام العاهل السعودي الجديد في قصره مأدبة غداء تكريما للرئيس الأميركي الذي صافح الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين السعوديين من مدنيين وعسكريين فيما صافح الملك السعودي أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس أوباما.
فإذا كان صحيحا ان العلاقات الأميركية السعوديه كان يشوبها بعض الفتور إلا أن الصحيح أيضا ان هناك مصالح متبادلة بين الطرفين. ففي حين ترى الولايات المتحدة الأميركية في المملكة العربية السعودية النافذة التي تطل منها على العالم الإسلامي. فإن السعودية ترى في الاساطيل الأميركية حماية لاستقرارها واستمرار النظام فيها.....