لا تجد القيادات العسكرية في طرابلس تفسيراً لعودة محاولات العبث الأمني الليلي إلى المدينة، سوى أنه أمر عمليات جديد أصدرته المجموعات التكفيرية، وفي مقدمها "جبهة النصرة" الى بعض الخلايا النائمة من أجل العبث بالأمن وزعزعة الاستقرار، بما يؤمن لـ "النصرة" وغيرها مساحة للتحرك تؤسس لإعادة تنمية المجمــوعات الارهابية التي كان نجح الجيش في تفكيك بنيتها التنظيمية وقدراتها العسكرية قبل أشهر، وفق ما تعــتقد القيادات العسكرية.

 

وتشير المعلومات الأمنية المتوفرة إلى أن جهود الجيش اللبناني تنصبّ على أمرين: الأول، تعزيز انتشار وحداته والاستمرار في مداهماته اليومية التي تكشف له المزيد من أماكن وجود المطلوبين والأحزمة الناسفة وكميات الأسلحة.

 

الثاني، تشديد الحماية على مراكزه ونقاطه العسكرية التي يبدو أن أمر العمليات يضع في أولوياته استهدافها أو استهداف العسكريين من ضباط وأفراد.

 

وما يؤكد ذلك، هو اكتشاف العبوة الناسفة بزنة عشرة كيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار على طريق مجدليا ـ طرابلس، وهي بحسب التحقيقات تبين أنها كانت مُعدّة لاستهداف الآليات أو السيارات العسكرية، وما تلا ذلك من استهداف مركزين للجيش في التبانة بقنبلتين يدويتين، كان آخرهما ليل أمس الأول، حيث أقدم مجهول على استهداف نقطة عسكرية قرب ملعب الجهاد بقنبلة أدت الى إصابة شخصين مدنيين هما محمد عباس (18 سنة) ونجم عبيد (17 سنة) إضافة الى إصابة عسكري بجروح طفيفة.

 

واللافت أن هذه الاعتداءات عادت لتترافق مع ظواهر غير مطمئنة، حيث عادت نغمة التحريض على المؤسسة العسكرية، سواء عبر بعض المواقف السياسية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الدعوة بعد ظهر اليوم الى مسيرة رافضة لعمليات الدهم التي يقوم بها الجيش في التبانة.

 

وتشير مصادر أمنية مطلعة لـ "السفير" إلى أنه لا يمكن فصل الاعتداءات عن التحريض المستجدّ، لافتة الانتباه الى أن التفاعل مع هذا التحريض ما يزال ضعيفاً جداً، لأن الناس لمست الفارق الكبير بين الفلتان الأمني الذي كانت تعيشه وبين الاستقرار الذي نتج عن الخطة الأمنية.

 

وترجح هذه المصادر أن تكون هذه الاعتداءات رداً على مداهمات الجيش التي يبدو أنها بدأت تهدّد بعض الرؤوس الكبيرة المتورّطة، وبالوصول الى أسلحة نوعية أبرزها الأحزمة الناسفة.

 

وكانت وحدات الجيش تابعت تفتيشها عن الانتحاري الثالث الذي كان يريد تفجير نفسه بعد التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن، وهي ما تزال تتعقب المدعو ع. ع. الذي هرب من منزله وهو يرتدي حزاماً ناسفاً ومعه أحد أقرباء أسامة منصور، وقد عثر في منزله على حزام ناسف ثانٍ وعلى كميات من الاسلحة.

كما استمرت الوحدات العسكرية في مداهماتها حيث أوقفت وسيم ع. وعثرت في منزله على أسلحة رشاشة وقنابل وذخيرة، وأوقفت شخصين هما محمد أ.، و فريد ض.

 

وعثر الجيش مساء أمس على قنبلة محلية الصنع معدّة للتفجير في مدافن باب الرمل، اضطر الخبير العسكري إلى تفجيرها في مكانها لتعذر تفكيكها.