من الحدث الفرنسي الذي تمثل باقدام جماعة إرهابية بالهجوم على المطبوعة الفرنسية الساخرة شارلي ايبدو وارتكاب جريمة مروعة بحق العاملين فيها وذهب ضحيتها ما يقارب العشرة قتلى عدا الجرحى وما استدعى ذلك من استنكار ورفض لهذه الجريمة النكراء.

شهدت العاصمة الفرنسيه باريس اكبر تظاهرة سياسية وشعبية قدرت باربعة ملايين شخص يتقدمهم أكثر من خمسين زعيم دولة قدموا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في التعبير عن تضامنهم مع الحكومة الفرنسية والاستنكار لهذا العمل الارهابي.

إلى جريمة مقهى جبل محسن في طرابلس حيث حول إثنان من الإرهابيين الانتحاريين المكان إلى مسرح لجريمة ذهب ضحيتها أحد عشر شهيدا وما يقارب الخمسين جريحا بعد تفجير نفسيهما باحزمة ناسفة وما ترتب على ذلك من ردود سريعة مستنكرة لهذا العمل الارهابي الإجرامي جاءت على لسان كافة الأطراف اللبنانية الرسميه والشع بية وعلى اختلاف تلاوينها السياسية والطائفية كلها استنكرت هذا العمل الإجرامي الذي يهدد الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية مما استدعى قيام رئيس الحكومة تمام سلام بترؤس اجتماعا أمنيا طارئا لوزراء الدفاع والداخلية والعدل وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية من اجل البحث في تداعيات التفجير الانتحاري الذي استهدف منطقة جبل محسن وما نجم عنه من خسائر بشرية ومادية جسيمة. فمن الحدث الفرنسي إلى الحدث اللبناني يبدو أن هناك قاسما مشتركا يجمع بين الحدثين (رغم التفاوت ربما في الأسباب والدوافع والاهداف ) وهو ان ما شهدته فرنسا اخيرا وما يشهده لبنان على مراحل متفاوتة يتمثل بالجرائم الإرهابية ألتي تنفذ باسم الإسلام وعلى يد التنظيمات والمجموعات الإرهابية والتكفيرية ذاتها. مراجع لا تقلل من أهمية تفجير جبل محسن وتؤكد على ان هذا التفجير هو مؤشر لمرحلة أمنية جديدة غير مريحة لكنها رغم انزعاجها من عودة التفجيرات فإنها ليست قلقة في ظل وجود قرار سياسي واحد لدى القوى السياسية بعدم السماح باهتزاز الوضع الأمني تحت اي عنوان أو ذريعة وهذا يعني أن الأمن في لبنان سيظل ممسوكا رغم ما قد يشهده من اختراقات. يخشى ان تكون مناطق لبنانية أخرى مسرحا لها.

فمسيرة الحوار التي انطلقت بين حزب الله وتيار المستقبل تؤكد على ان الأمن والاستقرار هما خط أحمر ومن غير المسموح لأي جهة اختراقه مهما امتلكت من مقومات التفجير التي تستطيع من خلالها وعبر بعض الصبية المغرر بهم ان تحدث خللا أمنيا هنا او هناك إلا أنها تبقى عاجزة عن إختراق الوحدة الوطنية بين كافة مكونات المجتمع اللبناني سيما وان هناك مظلة دولية ناتجة عن تقاطع في الموقف الاقليمي والدولي لتحييد لبنان عن الصراعات والحروب المشتعلة في دول الجوار وخصوصا في سوريا والعراق وبالتالي الحفاظ على وحدة موقفه وسلامة ابنائه.

والإرهاب الذي يخوض حربا دولية ضمن أجندة خاصة به فإنه وان استخدمالشعارات الإسلامية كعنوان لعملياته الارهابية مستهدفا مراكز ومواقع مدعيا أنها معادية للدين الإسلامي فإنه يشكل الخطر الأبرز على الإسلام لارتكابه جرائم منافية للرسالة الإسلامية السمحاء التي تدعو إلى المحبة والتسامح والحوار.......