تستقبل باريس، اليوم الأحد، تظاهرة دولية حاشدة وترتدي ثوب الوحدة العالمية ضد الاعتداءات التي أودت بحياة 17 شخصاً في فرنسا سقطوا ضحايا ثلاثة متطرفين.

 

وسيلتقي قادة من جميع أنحاء العالم وأحزاب ونقابات ومجموعات دينية يهودية ومسيحية ومسلمة وجمعيات وشخصيات في باريس لتحويل هذه "المسيرة الجمهورية" إلى يوم تاريخي.

 

وكانت التظاهرة في البداية مخصصة لتكريم ذكرى ضحايا الجهاديين الذين قتلتهم قوات الأمن بعد ذلك. وهؤلاء الضحايا هم رسامو الكاريكاتور في الصحيفة الأسبوعية الساخرة "شارلي ايبدو" الذين قتلهم الأخوان سعيد وشريف كواشي ثم شرطية قتلت الخميس وأربعة أشخاص قتلهم اميدي كوليبالي الجمعة في متجر لبيع الأكل الخاص باليهود.

 

لكن سرعان ما تحول هذا التجمع إلى تظاهرة ترتدي طابعاً دولياً.

 

وسيصل ملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى باريس ليشاركوا الى جانب الرئيس فرنسوا هولاند في التظاهرة. كما سيحضر الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

أوباما لن يشارك

وفي الحديث عن مشاركة الزعلاء والرؤساء في هذه المسيرة، أعلن مسؤول أميركي أن الرئيس باراك أوباما لن يشارك في "المسيرة الجمهورية"، ووفقاً لما أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية، ، عن المسؤول الأميركي قوله إن "أوباما الذي أدلى بتصريحات عدة أكد فيها دعمه لفرنسا منذ وقوع الاعتداءين، لن يتوجه إلى باريس، لكن وزير العدل إريك هولدر سيمثّل الولايات المتحدة في المسيرة.

 

وقبل هولاند، شارك رئيس واحد في تظاهرة في الشارع وهو فرنسوا ميتران في 1990 بعد تدنيس مقبرة يهودية في كاربنتراس جنوب شرق فرنسا.

 

كما سيشارك في هذا التجمع رؤساء ثماني دول افريقية وأهم القادة الاوروبيين من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى رئيسي الوزراء البريطاني والاسباني ديفيد كاميرون وماريانو راخوي ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.

 

وفي الرئاسة الفرنسية ترحيب بهذه "التعبئة الدولية الاستثنائية" و"الوحدة الوطنية"، وفي الوقت نفسه تأكيد على انه "تجمع للشعب الفرنسي" قبل كل شيء.

 

وستسير اسر الضحايا في طليعة المسيرة التي ستجري وسط اجراءات امنية مشددة بوجود قناصة على طول الطريق في العاصمة الفرنسية التي انتشرت فيا قوات الامن. وستبدأ المسيرة عند الساعة 14,00 (تغ) في ساحة لاريبوبليك (الجمهورية) قبل ان تصل الى ساحة لاناسيون (الامة)، وتفصل بين الساحتين ثلاثة كيلومترات.

 

وستكون كل الأحزاب السياسية حاضرة باستثناء "الجبهة الوطنية" التي استبعدت رئيستها مارين لوبن مشاركة هذا الحزب اليميني المتطرف نظرا لاستبعاده من الاستعدادات للتجمع. وقد دعت الى التظاهر في المناطق وليس في باريس.

 

وتوقع وزير الداخلية برنار كازونوف مشاركة "مئات الآلاف" بينما تحدث رئيس الوزراء مانويل فالس عن "ملايين".

 

وفي هذا الإطار سيقوم الفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها من مقار لوسائل الاعلام الى اماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وممثليات ديبلوماسية.

 

(وكالات)