بغض النظر عما قد ستؤول إليه رحلة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ألتي انطلقت جلساتها الاولى عشية العام 2015 إلا ان الحوار بحد ذاته ارخى بظلاله اجواءا إيجابية على جمهور الفريقين وعلى الوضع العام في البلد بكافة تفرعاته وتشعباته السياسية والطائفية والمذهبية سيما وأن الأسباب ألتي دعت الى إطلاق عربة هذا الحوار وبالسرعة التي تم بها هو استشعار الطرفين ببوادر الخطر الداهم عليهما من الجماعات الإرهابية والتكفيرية ومنها تنظيم داعش وجبهة النصرة حيث بدت ملامحه تستهدف البلد بكافة مكوناته وتهدد الأمن والاستقرار فيه مما يضعه على حافة الانهيار. وهذا ما دفع أطراف الحوار الى طي صفحة من القطيعة والتوتر استمرت لاربع سنوات والجلوس وجها لوجه إلى طاولة واحدة. مصادر سياسية ترى ان قرار التيار الأزرق بالعودة الى طاولة الحوار لم يصدر من لدن قيادته بقدر ما كان توجها سعوديا واضحا في أعقاب سيطرة تنظيم داعش على الموصل اذ استشعر العرب عموما ودول الخليج خصوصا يومذاك ان هذا الوحش الذي ربي ليكون عنصر توازن مع آخرين وعامل تخويف لهم قد تمرد على مهمته الأساسية وصار يشكل خطرا حاضرا ولاحقا على المعادلات وموازين القوى في دول المنطقة عموما عندها اوحت المملكة العربية السعودية لتيار المستقبل لكي يقبل بما كان يرفضه سابقا وهو التحاور مع حزب الله درءا للخطر الداعشي الذي بات يهدد بالتهام سوريا وكذلك ساحتي العراق ولبنان مما قد يؤدي إلى الإطاحة بتيار المستقبل خصوصا اذا ما اضطر حزب الله إلى الخروج عن خطوط معينة رسمها لنفسه وقام بالرد على تحديات داخلية قد تتحرك بوجهه مما قد يؤدي إلى ضرب الاستقرار الهش وبالتالي إحداث خلل في المعادلات الداخلية. أما حزب الله فإن الأسباب ألتي دعته إلى التجاوب مع دعوة الحوار وحدت به الى السير بهذا الخيار يشرحها قيادي في الحزب فيقول ان مشروع المقاومة الذي نحمله يحتاج إلى ساحة هادئه ويتضرر بأي فتنة يقع فيها البلد لذلك فإن الحوار يؤمن ديمومة الاستقرار ويحصن الساحة من مغبة الوقوع في اي شكل من أشكال الفتنة المذهبية المحتملة وكذلك فإن الحوار يشكل سدا منيعا في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تسعى لإيجاد موطيء قدم لها على الساحة اللبنانية. وبالتالي فإن الحوار مطلوب ما دام لا يمس مانعتبره ثوابت واستراتيجيات بالنسبة إلينا مثل سلاح المقاومة ووجودنا في سوريا. ومهما كانت النتائج التي سيؤول إليها الحوار فإنه بلا شك يشكل عامل استقرار في البلد وقد ساهم إلى حد كبير في التخفيف من حدة الاحتقان المذهبي وقد يتخلله لحظة مؤاتية لفتح ملف الشغور الرئاسي وقد تساهم في انتخاب رئيس توافقي للجمهورية اللبنانية...............