اعتبر رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة أن هدف حوار "حزب الله" و"تيار المستقبل"، تمامًا كحوار "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، هو دفع البلاد باتجاه الاسترخاء وتجنيبها انعكاسات التشنجات الأمنية المحيطة، معربًا عن أمله في أن يقوم كلّ طرف بخطوات عملية تظهر حسن نيته وتؤدي لنتائج أكبر تصبّ في خانة المصلحة العليا للوطن. وأشار منيمنة، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ القضايا الوطنية الكبرى باتت مرتبطة بمصير الوضع الاقليمي والدولي، متحدثا عن بعض الهمس والكلام عن بدء مسار البحث عن حلول لمنع تمدد الحريق الى باقي دول المنطقة والحد من تفتت الدول المشتعلة. لكنّه لفت إلى "أنها تبقى مجرد اشارات لا تدل بشكل قاطع على بداية الحلحلة الفعلية ودخولنا في مرحلة التسويات"، متوقعا أن تكون الأمور لا تزال باطار "جسّ النبض لتبيان حجم التنازلات التي قد يقدم عليها الفرقاء كافة".  

هل آن أوان التسويات؟ وشدّد منيمنة على أهمية أن تترافق الحوارات الداخلية مع حوارات خارجية، وبالتالي هي قد تلاقي أي اتفاق يحصل وتمهّد الطريق له. وقال: "بالرغم من أن المؤشرات غير كافية للقول أنّ أوان التسويات قد آن، إلا أنّ الكلّ دخل بمرحلة الادراك باستحالة ايجاد حلول للأزمات دون حد أدنى من التفاهمات".

ورأى منيمنة أن مجرد قدرة الحوارات الداخلية على الحد من تفاقم ارتدادات الأزمات المحيطة ومنع انفجار الصراع المذهبي في لبنان وفتح الابواب سعيا لايجاد مخارج ملائمة للمشاكل في الداخل، سيشكل انجازا لمختلف الفرقاء.   بين تخفيف الاحتقان وحل أزمة الرئاسة وتطرق منيمنة لملف الانتخابات الرئاسية، لافتا الى أنّ الهمّ الاول لحوار "المستقبل" و"حزب الله" هو التخفيف من الاحتقان السني- الشيعي، أما الهم الثاني فمحاولة حل الأزمة الرئاسية، معتبرًا أنّ الفريقين لا يزالان في مرحلة التأكيد على مواقفهما السابقة لجهة اصرار "تيار المستقبل" على وجوب انتخاب رئيس توافقي، وتمسك "حزب الله" بترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.

واعتبر منيمنة أنّه طالما لا مستجدات اقليمية، لن يكون هناك اي جديد على مستوى الازمة الرئاسية. وقال: "بالمختصر، فان الموضوع الرئاسي عالق لدى ايران التي لا تزال على موقفها القائل بترك الكرة في ملعب عون"، ولفت إلى أنّ الفرنسيين تحركوا مؤخرًا من منطلق ليونة بالموقف الايراني لا يبدو أنها ستتحول الى خطوات عملية قريبة.

  الإرهابيون موجودون أينما كان وفي ملف المخيمات الفلسطينية، شدّد منيمنة على وجوب عدم حصر وجود ارهابيين او خلايا ارهابية نائمة في هذه المخيمات، لافتا الى أنّها موجودة في اكثر من منطقة لبنانية، "وبالتالي لا يجوز القاء كل الموضوع على المخيمات خصوصًا أنّ الفصائل الفلسطينية تتجاوب والى أبعد حد مع توجيهات السلطات اللبنانية".

ودعا منيمنة الى حل أي اشكال داخل المخيمات بالضغط السياسي وليس بالأمن.