رغم كل ما يقال عن الرئيس المسيحي القوي ووضعه شرطا أساسيا لتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية فإن هذا المطلب ليس اكثر من تبرير لاطالة امد الفراغ الرئاسي وتعطيل هذا الاستحقاق الدستوري حتى تنضج الظروف ألتي تتقاطع مع المصلحة الإيرانية وبذلك تكون مؤاتية لإنجاز الملف الرئاسي. واي كلام سوى ذلك وأي لقاءات أو تحركات او محادثات تتم في هذا الصدد فإنها ليست اكثر من اضافات للعب في الوقت الضائع ريثما تقتنع طهران وتقدم على الإفراج عن هذا الاستحقاق الدستوري وتسهل عملية انتخاب الرئيس العتيد وعلى ان يأتي في سياق صفقة تعقدها مع الغرب وخصوصا مع الأميركيين فينعم ساعتئذ اللبنانيون برئيس صناعة ايرانية بعد ان كان وطوال عقود ثلاثة يأتي الرئيس من كواليس الصناعة السورية.

وذلك ابتداءا من الرئيس الراحل الياس الهراوي الذي أنتجته دماء الرئيس الشهيد رينيه معوض الذي قلقت دمشق من عمق وطنيته وعدم خضوعه للامتحان السوري.

وصولا إلى نهاية عهد الرئيس إميل لحود الممدد له. وبذلك فإن النظام السوري لم يكن يختار الرئيس الأقوى تمثيلا للمسيحيين لانه في نظره غير موجود ولا من يتوافقون علبه لأنه لا يسمح بذلك.

لقد كان مفهوما في الداخل والخارج ان البلد محكوم من دمشق لكن اليوم وبعد الضعف الذي أصاب ادارة الرئيس بشار الاسد في الاختيار المباشر للرئيس برزت نغمة الرئيس الأقوى مسيحيا او لا يكون رئيس. وليس مصادفة ان المقصود بالرئيس الأقوى اليوم هو العماد ميشال عون حليف حزب الله المتحالف مع ايران ألتي هي بدورها متحالفة مع نظام الرئيس بشار الاسد.

بل هي صاحبة الكلمة العليا حاليا في دمشق وهذه هي المرة الثانية بعد العام 2007 التي يعلق فيها الإيرانيون الرئاسة في إنتظار ظروف تمكنهم من ترجيح خيارهم البديل ما دام خيارهم الاول ميشال عون لن يتحقق. باريس من جهتها وبناءا على هذه المعطيات فضلت البحث الجدي مع طهران مباشرة في انهاء الشغور الرئاسي في لبنان.

والايرانيون قد يجدون في مراجعتهم بهذا الشأن امرا إيجابيا واعترافا بانهم اصحاب القرار. أما هل يعطون هذه الورقة لفرنسا ام لا فهذه مسألة أخرى لأن المساومة الكبرى تجري مع الأميركيين خصوصا بعد سقوط مزحة الممانعة لمصلحة التقارب مع اميركا.

لذا فإن ايران توحي بالقبول بمرشح توافقي لكنها تترك حزب الله يناور بالنيابة عنها وفقا للأهداف المتفق عليها وما دام الحزب يواصل تعطيل البحث في رئيس توافقي فهذا يعني أن الصفقة الخارجية لم تنضج بعد.......