و أخيراً .. التأم اللقاء الاول بين حزب الله وتيار المستقبل تحت عباءة الرئيس نبيه بري الذي بات ضليعاً بمقبلات الحوار ومطيباته . قيل ان مائدة "الاستاذ" كانت عامرة وغنية بأصناف المأكولات والفواكه الجنوبية .  كيف لا وهو سيحرص على سدِّ جوع ضيوفه بعد ساعات من التحاور، فرض الرئيس بري حظراً على تسريب ايٍ من تفاصيلها الى وسائل الاعلام موعزاً الى مكتبه بتوزيع بيان يطمئن فيه اللبنانين بان أجواء المتحاورين كانت إيجابية...
ولكن بما اننا نعيش في لبنان ولا يمكن للمكتوم ان يبقى قيد الكتمان ، فقد كشفت مصادر المجتمعين عن بعض التحفظ الذي ظلّل اللقاء كونه يأتي بعد قطيعة طويلة بين الطرفين تخللتها منازلات وحروب إعلامية عديدة على خلفية الصراع السوري وملفات داخلية كثيرة .
غير ان دماثة وحنكة الرئيس بري ، وفق ما تضيف هذه المصادر، نجحت في كبح جماح الطرفين وشططهما صوب المواضيع والنقاط الخلافية التي تم الاتفاق مسبقاً على عدم الخوض بها. 
ويقول بعض العارفين بكواليس الحزب والتيار انهما ليسا في حالة استعجال لقطف نتائج محددة في وقت قريب ، في حين يستحوذ الحذر على التيار الازرق لجهة هذه النتائج وامكانية فشل الحوار بشكل عام ...
واذا كان العنوان الأبرز لهذا الحوار هو تقريب وجهات نظر الطرفين حول هوية الشخص الذي سيسد فراغ القصر الجمهوري، فمن البديهي الاشارة الى ان العناوين الاخرى لا تقل اهمية، ففي حال نجاح الحزب والتيار في التوافق على تطبيق الخطة الأمنية على كافة المناطق  والاراضي اللبنانية وتوصُّلهما الى إلغاء العمل بتسمية عسكرية تثير البلبلة والقلاقل ، يكون نصف طريق نجاح الحوار قد تحقق، فيما لا تزال الضبابية مسيطرة لجهة الاتفاق على العنوان الأبرز وهو استحقاق انتخابات الرئاسة ،  إذ ان هذا العنوان ، من السخافة القول انه مرتبط بمائدة حوار بري في عين التينة ، بل ان هذه المائدة تنتظر نضوج "الطبخة" على نار التفاوض الإيراني الاميركي والتي لم تصل حتى الان الى مرحلة الاستواء النهائي .
في اي حال ، انطلاق اي حوار في البلد .. بين مطلق طرفين يشيع أجواء الانفراج .. فكيف اذا كان بين طرفين أساسيين في لعبة القوى المحلية .. 
هو انجاز كبير على حد وصف الزعيم التقدمي النائب وليد جنبلاط الذي وان كان غائبا جسداً عن اللقاء الليلي في مقر الرئاسة الثانية ، الا ان ملاكه الحارس بقي يرفرف فوقه طوال الوقت