عاد الرئيس تمام سلام من زيارته الباريسية في أجواء يحتدم فيها الحراك الدولي والإقليمي حول التطورات السورية والعراقية، في حين يوضع لبنان في ثلاجة انتظار الالتفات نحو فراغه الرئاسي وحدوده الملتهبة وملايين نازحيه السوريين وحاجاتهم المتفاقمة.

مصادر واكبت زيارة الرئيس سلام استجمعت عناوين زيارته لفرنسا، ولخصتها بالآتي:

·       على المستوى الشخصي:

تعتبر هذه الزيارة مهمة جداً للرئيس تمام سلام كونها الأولى له إلى فرنسا، التي لم تعد الأم الحنون للموارنة، بل باتت منذ عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري تربط علاقتها برئاسة مجلس الوزراء، وسلام من موقعه هذا كان لإطلالته الفرنسية معنى هام يسعى من خلاله لتحقيق إنجازات تـُحسَبُ لصالح عهده.

·       في موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني:

أبلغ الرئيس أولاند رئيس الحكومة تمام سلام أن زيارته أسهمت في تسييل الهبة السعودية وترجمتها وتسريع آلياتها، خاصة أن وزيري الدفاع اللبناني والفرنسي قاما بتوقيع البروتوكولات المطلوبة، ومن الموتقع في ضوء كلام الرئيس الفرنسي أن التنفيذ سيحصل خلال أسابيع، وحسب المصدر المتابع للزيارة، فإن أجواء الرئيس سلام ووزير الدفاع سمير مقبل، تشير إلى أن ما سبق الحديث عنه سيتم فعلياً فقد دخلنا مرحلة التنفيذ.

·       في ملف رئاسة الجمهورية:

جاءت زيارة الرئيس سلام في لحظة زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان فرنسوا جيرو في مسعى من سلام لمواكبة الملف الرئاسي، ودفعاً لفرنسا لتزخيم الحراك في ملف رئاسة الجمهورية. ورغم أنه لا شيء جديداً حتى الساعة، إلا أنه تسرب أن جيرو قال في بعض مجالسه الخاصة: ان زيارته جاءت بعد إشارة إيرانية للبحث في الملف الرئاسي، صادرة عن الجهة الإيرانية نفسها التي أعطت الضوء الأخضر بتشكيل الحكومة اللبنانية (حكومة تمام سلام)، وهذا ما دفع مواقع القرار الفرنسية إلى اتخاذ القرار بالتحرك لمحاولة الوصول إلى حلحلة الملف والوصول إلى انتخاب رئيس لبناني.

·       في قضية النازحين:

ركـّز الرئيس سلام مع الرئيس الفرنسي على حاجة لبنان الماسة لدعم المجتمع الدولي لمواجهة تداعيات وجود مليون ونصف المليون نازح سوري إلى لبنان، في ضوء تراجع مساعدات الأمم المتحدة.

·       عنوان عام:

جرى البحث في تحرك المجتمع الدولي لتثبيت الاستقرار في لبنان، وحماية حدوده من سيلان الحالة السورية إلى الداخل اللبناني.

خلاصة:

هل سيكون لمجمل هذه الملفات أثر فعلي في القريب العاجل؟

الأرجح أن الملف الوحيد الذي يتوقع أن يتحرك هو الهبة السعودية للجيش اللبناني، أما باقي الملفات فهي باتت مزمنة وباقية وممتدة..!!