هل تفتح قضية دخول شادي المولوي الى عين الحلوة، وغيره من المطلوبين كالشيخ المتواري أحمد الاسير والفنان المعتزل فضل شاكر، صفحة جديدة من التعاون بين الجيش اللبناني والقوى والفصائل الفلسطينية، وصولاً الى التنسيق الامني في مختلف القضايا الامنية الشائكة، ومن بينها ملف الارهاب والمطلوبين؟

 

سؤال قد تتمّ الاجابة عليه خلال اللقاء المرتقب اليوم بين رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ووفد من القيادة السياسية واللجنة الامنية الفلسطينية العليا في ثكنة الجيش في صيدا.

 

وقد لمست الفصائل والقوى الفلسطينية، التي جالت على مختلف فعاليات صيدا ومنطقتها وقواها السياسية والحزبية، أن الجميع اقتنع بأن مسألة دخول المولوي الى المخيم باتت تشكّل ما يشبه ربط نزاع بين الدولة اللبنانية ومخيم عين الحلوة.

 

مصادر الوفد الفلسطيني قالت إنه "ينبغي التعاطي مع هذه القضية من باب الواقعية السياسية، اي ان المولوي قد يكون تمكّن فعلاً من الدخول الى المخيم، لكن من دون تحميل مسؤولية هذا الخرق الى اي من الفصائل والقوى الفلسطينية، والتي عليها بدورها المبادرة الى مواصلة البحث عنه والطلب اليه مغادرة المخيم كما دخل اليه".

 

وتؤكد المصادر أن "الفصائل لا تريد اي تصعيد امني او سياسي او عسكري مع الدولة والجيش، وانها تريد الانتهاء من هذه المسألة بأقل الخسائر والاضرار"، مشيرة الى ان "قيادة الفصائل وضعت الفعاليات السياسية التي التقتها بصورة الإجراءات المتخذة لتثبيت الاستقرار في المخيم ومنع الخروق، وأنها تسعى الى التنسيق مع الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية الرسمية".

 

وشدّدت "باسم الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية كافة على لاءات ثلاث: لا للاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، لا للاقتتال الفلسطيني اللبناني ولا للفتنة المذهبية".

 

وتشير المصادر الى ان اتصالات رفيعة المستوى لبنانية وفلسطينية مؤثرة طلبت من الجميع تهدئة المواقف وعدم التصعيد السياسي والإعلامي، وصولاً الى تبريد هذه المسألة ليصار الى علاجها بأجواء ملائمة بعيداً عن التشنج والمواقف الساخنة.

 

وكان وفد اللجنة الامنية الفلسطينية العليا برئاسة اللواء صبحي ابو عرب قد التقى خلال الساعات الماضية كلاً من رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله، وعضو المكتب السياسي لحركة "أمل" ومسؤولها في منطقة صيدا المهندس بسام الكجك في مكتب "الحركة" في صيدا، و"الحزب التقدمي الاشتراكي" في مقره في صيدا. وعقد لقاء شارك فيه عضو مجلس القيادة سرحان سرحان ووكيل داخلية الجنوب الدكتور خليل كاعين واعضاء قيادة الجنوب.

 

وقد طالب البزري اعضاء الوفد الفلسطيني بتفعيل جهودهم ولجانهم المشتركة لمنع الخروق أو تكرارها، معتبراً أن "ما يحدث هو مسؤولية الجميع لبنانيين وفلسطينيين، وأن عواقبه السلبية سترتد على الجميع"، منبّهاً من "عدم التلاعب بأمن صيدا ومخيماتها في الوقت الضائع".