تتفاعل صيدا سريعا مع المناخات الحوارية. تفهم لغة الإشارات ثم تترجمها. هكذا خلصت عاصمة الجنوب إلى نتيجة إيجابية مرحبة بالحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، فيما بدا الاسترخاء واضحا في قواعد كل الأحزاب السياسية في المدينة، خصوصا في ضوء القرار الحازم بمنع أي إشكال أو خطاب طائفي ومذهبي.
ولعل أبرز الإشارات على ذلك، كانت من المسؤولة الأولى لـ «المستقبل» في صيدا والجنوب النائبة بهية الحريري، إذ عبّرت عن جو الارتياح بالقول «إن الحوار بين المستقبل وحزب الله يضفي جواً من الارتياح في البلد ويحدث نوعا من تنفيس الاحتقان» ، مشددة على «وجود إرادة حقيقية بين كل الأطراف للتلاقي في مساحة مشتركة والتفاهم عليها لمصلحة هذا البلد».
وقالت الحريري، أمام وفود صيداوية وهيئات من المجتمع المدني في دارتها في مجدليون، «إن أهم شيء انه لم تعد هناك قطيعة، فمجرد اللقاء بين تيار المستقبل وحزب الله أحدث نوعا من التنفيس للاحتقان من خلال القواسم المشتركة التي تجمعنا مع الحزب، لكننا في المقابل لن نتخلى عن حلفائنا ولا هم سيتخلون عن حلفائهم، لكن على الأقل هناك مساحة مشتركة نستطيع أن نتفاهم نحن وإياهم عليها».
ولفتت الانتباه إلى أن «أهمية هذا الحوار، انه لا أحد يكذب على الآخر وهناك وضوح في المواقف، وهناك نقاش جدي جدا وهناك إرادة حقيقية من الأطراف كلها، ومجرد اللقاء يريح الجو». وإذ أوضحت «انه يجب ألا نبالغ في تعليق الآمال عليه (الحوار)»، شددت على أنه «يجب ألا نقلل من أهميته أو نستبق نتائجه. هناك إرادة حقيقية بين الأطراف كلها بهذه المساحة المشتركة بأنهم يستطيعون التلاقي فيها كلبنانيين لمصلحة هذا البلد».
كذلك، شكل الحفل السياسي الذي نظمه «حزب الله» للشيخ ماهر حمود في المدينة بصفته أمينا عاما لـ «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة»، وشارك فيه لفيف من رجال الدين المسلمين والمسيحيين وفعاليات سياسية وأمنية وحزبية لبنانية وفلسطينية وفاعليات، مناسبة تركت انطباعات إيجابية هي الأخرى، خصوصا أن الحزب كرّم في صيدا، رجل دين سنيا محوريا حواريا معتدلا لعب دورا بارزا في مقارعة الاتجاهات السلفية من قلب المدينة. إضافة إلى أن الحزب تمثل بهذا التكريم بنائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق الذي بدا مرتاحا جدا من الناحية الأمنية والسياسية خلال وجوده في صيدا، علما أن حفل التكريم أقيم في قاعة قريبة جغرافياً من مخيم عين الحلوة.
وأكد قاووق أن «رد حزب الله على رهان إسرائيل على مشروع الفتنة السنية ـــ الشيعية أن المقاومة تستعد وتتحضر للحرب القادمة مع إسرائيل وفي صفوفها الآلاف من المقاومين من إخواننا السنة في لبنان». وقال: «إن الرد الثاني على أن إسرائيل، تتحضر في الليل والنهار لمهاجمة المقاومة وتغيير نتائج عدوان تموز عام 2006، هو أن المقاومة تتحضر في الليل والنهار لتصنع نصرا أعظم من نصر تموز».
بدوره، قال حمود ان الحق الذي نحن عليه «هو الحق وإن غيرنا هو على الباطل وليس عندنا احتمال ولو واحدا في المئة أن نكون على خطأ. نحن الحق وغيرنا الباطل ونحن الإسلام وهم الجاهلية. نحن العلم وهم الجهل، نحن الوحدة وهم التمزق، نحن فلسطين وهم واشنطن وتل ابيب»، داعيا هؤﻻء «للانضمام إلى المقاومة ليكونوا على طريق الحق»، مؤكدا «أن حزب الله ومن يسير على نهجه هم الذين يحملون لواء الإسلام والمقاومة وراية رسول الله».