يبدو ان الآمال بإمكانية تحقيق اختراق في المرحلة الاخيرة من المفاوضات بين واشنطن  وطهران حول الملف النووي قد تلاشت ، بعد تأكيد البيت الابيض ليل امس ان خلافات كبيرة لا  تزال موجودة على طاولة المفاوضين في فيينا ، فيما لم يُفهم بالضبط موقف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي اعلن عن مناقشات مهمة جرت مع القوى العظمى، غير ان هذه القوى كما قال ظريف لم تقدم اية مقترحات تستحق العودة بها الى ايران .  
وانعدام القدرة على إحراز تقارب ذي قيمة بين مجموعة الخمسة +١ وإيران حتّم على الوزير الاميركي جون كيري عدم مغادرة المحادثات في فيينا والتوجه الى العاصمة الفرنسية كما كان مقررا ، وبقي كذلك الوزير الإيراني محمد جواد ظريف بعد ان كان قد سُرّب ليلا انه سيقفل عائدا الى بلاده . 
ويعيش فريقا التفاوض الغربي والايراني تحت ضغط عامل الوقت الذي يفصلهما عن الرابع والعشرين من هذا الشهر ، وهو الموعد الاخير الذي كان حُدد في تموز الماضي ، للتوصل الى اتفاق تاريخي . وهذا الاتفاق يعول عليه كثيرا الرئيس الاميركي باراك اوباما ، إذ انه سيحقق له الانتصار الذي طالما سعى الى انتزاعه في مواجهة سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيَّين . 
 واللافت ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقر ان كل العناصر متوفرة للتوصل الى اتفاق بين الطرفين وما على الديبلوماسيين الآن الا مهمة ترتيب هذه العناصر وإظهار الإرادة السياسية . غير ان طهران ترى ( بلسان ظريف ) ان الغربيين يبالغون في مطالبهم ، في الوقت الذي تحاول أطراف في المجموعة الغربية كفرنسا وبريطانيا حثّ ايران وترغيبها بانها ستحقق مكاسب كبرى اذا ما مضت في الاتفاق النهائي .  
  العقدة كما هو واضح  .. اذاً ، تبدو في عملية موازنة المصالح  _ كما قال لافروف _ دون ان تنزلق الامور في اللحظة الاخيرة الى محاولات لانتزاع أمور غير واقعية .. وهي النقطة التي لم يبلغها مسار التفاوض حتى الآن .. 
العاصمة النمساوية تشهد اليوم جولة جديدة من المحادثات ، علّها تصل الى اختراق تشخص أنظار العالم اليه ، نظرا لان الوقت يسابق المفاوضين ، إذ يمكن تعداده بالساعات حتى يوم بعد غد الاثنين .. اللهم الاّ اذا كانت المعلومات التي ُسرِّبت امس عن اتجاه المفاوضين الى الدخول في مهلة تمديد جديدة حتى آذار المقبل ، صحيحة ، ما يعني في هذه الحالة انهيار المفاوضات ، والتحول الى الخطة البديلة التي وبحسب صحيفة الفايننشال تايمز ابتكرت طهران واحدة منها تربد من خلالها التحايل على رزمة العقوبات الغربية ، محاولة التفلُّت من قبضتها .