شدّد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان على أنّ الخيار بالأمس كان بين التمديد والفراغ وليس بينه وبين الانتخابات، معتبرًا أنّ موقف حزب "الكتائب" و"التيار الوطني الحر" من الموضوع يندرج بإطار المزايدات السياسية. واعتبر زهرمان، في حديث لـ"النشرة"، أنّ العوائق التي تحول دون إتمام العملية الانتخابية واضحة وجدية، أبرزها العائق الأمني والفراغ في سدة الرئاسة. وقال: "في حال قبلنا بإجراء الانتخابات بغياب رأس البلاد، فذلك سيعطي انطباعًا للبنانيين بأنّ لا حاجة لهذا الرئيس، وهو ما سيترك صورة سيئة عن لبنان وموقع الرئاسة".   عون أطلق حفلة المزايدات وذكّر زهرمان أنّ عدم التوافق على قانون جديد تجري على أساسه الانتخابات في ظلّ تمسك فريق رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بالقانون الأرثوذكسي الذي "يُدمر لبنان ويضع حدًا لصيغة التعايش المشترك، عائق إضافي جعلنا نتجرع كأس التمديد المرة بالامس". واعتبر زهرمان أنّ "فريقي عون والكتائب مقتنعان أكثر من الجميع بعدم توافر الظروف الملائمة لاجراء الانتخابات، إلا أن عون يُطلق حفلة المزايدات السياسية وبعض المسيحيين يجدون أنفسهم مضطرين لمجاراته بغية الاستثمار الشعبي". وقال: "إذا كان عون حريصًا كلّ هذا الحرص على الانتخابات النيابية وبالتالي على الاستحقاقات الدستورية، كان حريًا به التوجه مع نوابه إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، أو ملاقاتنا للحوار والتوافق على مرشح توافقي للرئاسة".   كنا أول من دعونا للحوار وتطرق زهرمان لدعوة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله للحوار، واصفًا موقفه بـ"الملتبس". وقال: "نحن كنا أول من دعونا للحوار حتى قبل انتهاء ولاية الرئيس الأسبق ميشال سليمان في 25 أيار الماضي، وبالتالي فإنّ موقف حزب الله من الموضوع مستجد ونأمل أن يكون جديًا"، وأعرب عن استغرابه ربط نصرالله الحوار بموضوع الرئاسة بالحوار مع عون. وقال: "كيف يقول أنّه مستعد للحوار ومن جهة ثانية يقول سأحولكم لحليفي للتحاور معه، والكل يعلم أن حليفه غير جاهز للحوار ومتمسك بمقولة انا أو لا أحد... وأنا المرشح التوافقي غصبا عن انفكم؟". وتوقع زهرمان أنّ تستمر المراوحة في الملف الرئاسي بالمدى المنظور باعتبار أن لا أفق للخروج من الحائط المسدود، وقال: "كان لدينا فرصة بانتخاب رئيس صُنع في لبنان قبل انتهاء ولاية الرئيس سليمان ولكن اليوم ضعفُت هذه الفرص كثيرًا خاصة بغياب الوعي اللازم لدى الفريق الآخر ما يُهدد بأن يختار لنا الخارج هذا الرئيس".   "حزب الله" مسؤول عن التدهور الأمني أمنيًا، حمّل زهرمان "حزب الله" مسؤولية التدهور الأمني الذي تشهده البلاد منذ 3 سنوات نتيجة تدخل الحزب في الحرب الدائرة في سوريا، لافتا إلى أنّ المخاطر والتهديدات تزيد مع الوقت ولا تنقص بالرغم من وجود غطاء سياسي لعمل الأجهزة الأمنية. وفيما أقرّ بأنّ هذه الأجهزة تبذل جهودا جبارة، أشارإلى أنّ محاربة الفكر المتطرف لا تكون بالامن وحده، بل يجب أن تقترن بالسياسة والانماء، "فنضع حدًا لامكانية نشوء بيئة حاضنة فقيرة لهذا الفكر من خلال انماء البلدات والمدن الفقيرة، ومن خلال الدفع باتجاه خروج حزب الله من سوريا لعدم اعطاء المبررات لمهاجمة لبنان"، وقال: "استمرار حزب الهع بالتسلط على رقاب اللبنانيين من خلال فائض القوة سيبقينا في دائرة الخطر".