مع كثرة الملفات الضاغطة على الساحة السياسية الداخلية في البلد والتي تنتج ازمات ومشاكل متشابكة تضع البلد على حافة الانهيار والوقوع في مطبات الفتن الطائفية والمذهبية ,الا ان اي من الاقطاب السياسية المعنية لم يسعى او ليس بامكانه ان يسعى لايجاد حلول لتلك الملفات او لبعضها على الاقل , واعطاء اللبنانيين بارقة امل بامكانية خروج البلد من هذا النفق المظلم الذي يغلف حياتهم على كل المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية وحتى المعيشية . فمن ملف العسكريين المخطوفين الضاغط على الاهالي لألزامهم بالتحرك في وجه الحكومة اللبنانية للاستجابة لمطالب الخاطفين التي قد تؤدي في نهايتها للقضاء على ما تبقى من هيبة للدولة الى ملف الجماعات الارهابية المتطرفة الخاطفة لهؤلاء العسكريين والتي تتخذ من جرود وسفوح السلسلة الشرقية لجبال لبنان مراكز انطلاق للقيام بهجمات متكررة على القرى والبلدات اللبنانية المحاذية لهذه السلسلة , الى ملف التمديد للمجلس النيابي الى ملف سلسلة الرتب والرواتب ,وصولا الى الملف الابرز والاكثر اثارة للجدل ملف استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية وما يتركه الفراغ الرئاسي من تأثير على الصيغة اللبنانية الضامنة للعيش المشترك بين كافة المكونات الطائفية والمذهبية اللبنانية . الا ان اللقاء الذي جمع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي مع الرئيس سعد الحريري في روما حيث تم التداول في ملف الاستحقاق الرئاسي بعدما طوته الى حد كبير الاخطار المحدقة بالبلاد من جراء تهديد الجماعات الارهابية /تنظيم داعش وجبهة النصرة /بالتمدد داخل الاراضي اللبنانية وتمكنهما من احتجاز عدد كبير من العسكريين وبعض المدنيين وتهديدهم بالقتل والذبح , هذا اللقاء اعاد للبنانيين بعض التفاؤل حيث لاحت امامهم بارقة امل بامكانية التوافق على مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية ليصار الى انجاز هذا الملف وعلى ان يكون مقدمة لايجاد حلول لباقي الملفات المتراكمة والشائكة . ونقل عن احد الذين شاركوا في محادثات روما انه تم التداول في الاسماء التي يمكن ان يتوافق عليها فريقي 8 و14 آذار ومن بين هذه الاسماء ياتي في الطليعة قائد الجيش العماد جان قهوجي والذي يستدعي ترشيحه تعديل دستوري والوزير السابق جان عبيد , لكنه لفت الى ان البطريرك الراعي والرئيس الحريري يدركان صعوبة اقناع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بالعدول عن الترشح بعدما كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ابدى استعداده لسحب ترشحه تسهيلا لانتخاب رئيس بديل شرط عدم ترشح عون الذي يرفض اي مرشح سواه , وهو مصمم على ان يكون المرشح الاساسي والوحيد والغير البروتوكولي , ومصر على موقفه ولن يبدله حتى لو انشق عن حليفيه حزب الله وحركة امل , وهذا ما اكده احد المقربين منه , والذي كشف عن ان فرنسا فشلت في اقناع عون بالتراجع عن ترشحه , وان البطريرك عاجز عن مثل هذه المهمة , وكذلك الرئيس الحريري الذي اعتبر ان الحوار بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل مجمدا في الوقت الحاضر . وفي السياق ذاته فان عودة العلاقات السعودية ــ الايرانية الى التوتر لا تصب في خانة المساعدة على انجاز الاستحقاق الرئاسي بسبب الخلاف الذي نشأ في الايام الاخيرة بينهما بعدما اتهم وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل ايران بانها جزء من المشكلة في المنطقة وليست جزءا من الحل ووجه رسالة الى القيادة الايرانية للانسحاب من سوريا . لكنه مع هذا التشابك وهذه العراقيل فيمكن اعتبار لقاء روما تحركا جيدا لفتح الطريق الى قصر بعبدا لكنه يحتاج الى اداة تنفيذ وهي على الاقل في الوقت الحاضر غير متيسرة لا محليا ولا اقليميا ولا دوليا رغم اقتناع الجميع بان حزب الله هو الوحيد المؤهل للقيام بمهمة اقناع حليفه الجنرال عون بالتراجع عن ترشحه افساحا في المجال امام مرشح تسوية لملء الفراغ الرئاسي .