الحرب على الحدود اللبنانية مع سوريا، وأحداث عرسال، وما يمكن أن تشهده مناطق لبنانية أخرى في ضوء غليان الشارع وتعقيدات الأزمة السياسية، والحرب على الإرهاب وموقف بيروت منها، كلها مدار بحث يومي بين شخصيات غربية تزور لبنان وتلتقي سياسييه. لكن الجديد الذي لمسه نواب وسياسيون من بعض الموفدين هو «ربط نجاح خطّة محاربة الإرهاب في لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية».
وينقل نائب بارز في 14 آذار عن مصادر غربية أن اقتناعاً تكوّن لدى الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بأن «لبنان يدفع في مكان ما ثمن الفراغ في موقع الرئاسة الأولى» بسبب انعكاسات هذا الفراغ على الوضع الأمني. ورغم عدم وضوح الجهة التي ستنفخ الحياة في هذا الملف، ينقل النائب نفسه أن «واشنطن ستطلب بعد التمديد للمجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وهي وضعت برنامج عمل ستضغط من خلاله على الأطراف اللبنانية لإنهاء حالة الفراغ، بالتنسيق مع عدد من الدول العربية والغربية، وتحديداً فرنسا». والمطلوب، بحسب النائب نفسه، «انتخاب رئيس يحارب الإرهاب، وليس رئيساً توافقياً».

يبدو المصدر نفسه واثقاً من أن الولايات المتحدة طوت صفحة «تجميد الملف الرئاسي»، وترك حق تقرير مصير الرئاسة لفريقي 8 و14 آذار، مشيراً الى أن «موضوع الرئاسة بالنسبة إلى الأميركيين بعد معركة عرسال ليس كما قبلها». وينقل عن مصدر أميركي أن «واشنطن باتت تعتبر لبنان المكان الوحيد الذي يمكن أن تحقق فيه شيئاً من الانتصار في الحرب الجديدة التي تخوضها ضد الإرهاب.
وهو، بالنسبة إليها،

ورقة رابحة، بخلاف اليمن والعراق». لذلك، ودائماً بحسب المصدر الأميركي، «قد لا يطول الأمر قبل التوصل الى حل للفراغ الرئاسي»، إذ إنه «لم يعد في إمكان الأميركيين الالتزام بموقف المتفرّج أو الواعظ، والاكتفاء ببيانات تدعو الى انتخاب رئيس من دون ضغط جدّي في هذا الاتجاه».
ولأن الحرب على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ستكون طويلة، وقد تكون لها تداعياتها على الساحة اللبنانية، وضع الأميركيون، وفق المصدر الأميركي، جدول أولويات خاصاً بلبنان، يتضمن ثلاثة عناوين للأزمة اللبنانية: الأمن، ودعم الجيش اللبناني وتسليحه، وملف رئاسة الجمهورية، على قاعدة أن «التصدّي سياسياً لمحاربة الإرهاب لا يكون إلا عبر إنهاء الفراغ»، من دون أن يعني ذلك أن القرار الأميركي بإنهاء هذا الملف أن أزمة تحديد هوية الرئيس العتيد قد انتهت».
يرجّح النائب اللبناني المطّلع على الأجواء الأميركية أن هذه «المبادرة» تنتظر تحديد «المفتاح» اللبناني الذي سيسوّق لها. وينقل عن محدّثه الأميركي تذكيره بالزيارات والجولات التي بدأها أخيراً رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على الزعماء اللبنانيين. ووفق المصدر الأميركي، «مخطئ من يعتقد بأن جنبلاط لم يتناول الملف في لقاءاته. بل على العكس، كان هذا الموضوع أساسياً في هذه اللقاءات». وأشار إلى أن «تحرّك جنبلاط لم يأت بقرار ذاتي منه، بل بدفع من الدول الغربية». أما عن هوية الرئيس، فيختصرها بأن «عليه أن يكون عضواً فاعلاً في الحرب على الإرهاب»، ومع أن «المعنيين في الإدارة الأميركية لم يدخلوا في تفاصيل الأسماء، الا أن هناك شخصيات عدة أعلنت أنها تدعم هذه الحرب، ومن بينها بالتأكيد العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية»!