الامين العام للامم المتحدة /بان كي مون /يشعر بقلق عميق على لبنان

منبها الجميع الى ان نشاطات جبهة النصرة وتنظيم داعش في المناطق

الجبلية تعرض امن البلد الصغير لأسوأ النتائج وفي رأيه المتواضع ان

استمرار تورط حزب الله وعناصر لبنانية اخرى في القتال داخل سوريا

سيجر هذا البلد الى مخاطر كبرى .

  وفي السياق ذاته يقول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم

ان المرحلة الراهنة تستدعي استنفاد كل الاجهزة المدنية والعسكرية

في الدولة , وعدم ترك الارهاب يتسلل , فالتغافل عن خطره والتلهي

بالخلافات الثانوية والهامشية يدفع لبنان الى الهاوية .

  لاشك ان احدا من اللبنانيين لا يستطيع ان ينكر او يتجاهل ان لبنان

يمر بمرحلة من اصعب المراحل في تاريخه , فلهيب النيران السورية

المشتعلة على امتداد السلسلة الشرقية لجبال لبنان تلقي بشررها

الى الداخل اللبناني من خلال السيارات المفخخة والتفجيرات

والاغتيالات والاعتداءات المتكررة على افراد من الجيش اللبناني

ومعركة عرسال وما نجم عنها من تداعيات خطيرة ومن ثم العدوان

على مركز لحزب الله في جرود بريتال , ولا احد يتنبأ اي بلدات ستكون

محور الهجومات القادمة , وكل ذلك يشير الى مدى الخطر الذي يتعرض

له الامن والاستقرار في البلد والذي قد يضعه على حافة حرب مذهبية

تؤدي الى الوقوع في هاوية الحرب الاهلية المدمرة .

  واذا كان هناك من يراهن على المظلة الدولية والاقليمية التي تحمي

البلد من اي اهتزازات امنية ,قد تعرض امنه واستقراره لمخاطر الحرب

الاهلية ,فان الاستمرار على هذا الرهان ليس في محله , لأن احدا

لا يستطيع ان يعرف متى تأتي اللحظة التي ترفع فيها هذه المظلة

بحيث يصبح البلد مكشوفا ومعرضا لمخاطر لم يعد ينفع معها اي

معالجات داخلية او اقليمية او حتى دولية .

  وما يثير الدهشة والاستغراب ان احدا من الاطراف اللبنانية لم

يبادر لاتخاذ خطوة جدية لانقاذ البلد من مخاطر الحروب الاقليمية

المحيطة به , ولدرء اخطار الجماعات الارهابية التي تعد بالالاف

والتي تتحصن في سفوح وجرود سلسلة لبنان الشرقية محتفظة

بافضل انواع الاسلحة والمتطورة والتي تمكنها من القيام بالهجوم

على اي قرية او بلدة لبنانية قريبة وخوض معارك شرسة فيها.

  واولى تلك الخطوات الانقاذية تبدأ من حزب الله لأنه الوحيد الذي

يتخذ قراراته المصيرية دون الرجوع الى الحكومة التي يشارك فيها

بل يعود في ذلك الى راعيته ايران .

  وعليه فانه تقع على حزب الله مسؤولية انقاذ لبنان من النار

السورية التي امتدت الى الداخل اللبناني وذلك باتخاذ قرار شجاع

يقضي بالبدء بسحب مقاتليه من سوريا والعودة الى الوطن والتفاهم

مع شركائه والتوافق معهم لما فيه مصلحة البلد وانجاز الوحدة بين

اللبنانيين للوقوف في وجه اية اخطار قد تتهددهم سواء اتت من

الجانب الاسرائيلي او من الجماعات الارهابية .

   واذا لم يقدم الحزب على اتخاذ مثل هذا القرار فانه تقع على

عاتق الدولة اللبنانية مسؤولية القيام بتحرك دبلوماسي واسع

في اتجاه ايران لمعرفة حقيقة ما تريده من لبنان , فاذا كانت تريد

له الامن والاستقرار كما تعلن فما عليها سوى ان توعز الى حزب الله

بان يسحب مقاتليه من سوريا خصوصا ان مشاركتهم في القتال

هناك لم تستطع ابعاد شبح التنظيمات الارهابية عن لبنان .

  وانسحاب حزب الله من سوريا فانه يستطيع  اعادة اللحمة بين

اللبنانيين وترسيخ الوحدة الوطنية وجعلهم يقفون صفا واحدا في

وجه اي عدوان من اي جهة اتى وهذه الوحدة تقود الى انتخاب

رئيس للجمهورية وعلى الاتفاق على قانون جديد للانتخابات

النيابية تجري على اساسه , وعلى تشكيل حكومة وفاق وطني

حقيقي تصلح ما يجب اصلاحه سياسيا وامنيا وعسكريا واقتصاديا

 وعندها يعود الفضل لحزب الله بانقاذ البلد .

                                طانيوس علي وهبي